الأسد في عين عاصفة كورونا


 

 

إن تكلّم الأسد أُحرق وإن سكت أُغرق هذا حال نظام الأسد أمام عاصفة كورنا لكن يبدو أنه فضّل الصمت مع بعض إجراءات الوقاية التي لن تغير من الواقع المذري شيئاً.

بديهي أن المصدر الرئيسي لنقل هذا الوباء هو عبر المليشيات الإيرانية التي تفشّى فيها هذا الوباء بشكل كبير وكل عشرين دقيقة يموت إنسان في إيران بهذا الوباء دون تعزيز كبير لمواجهته فإيران منشغلة بحروب عبثية تدميرية في المنطقة، وهي غير قادرة فنياً من النواحي الطبية أو اقتصادياً على مواجهته، وهي حليف الأسد الأول والأساسي وأمام هذا الوباء فلا الأسد قادر أن يساعدها بل هو عبء عليها ولا إيران قادرة تساعده، كالمثل الفارسي الذي يقول  الابن العاق كالثؤلول في وجه أبيه، إذا تركه فهو عاهة وإذا انتزعه تألم وشوهه.

تصريح الأسد يعني أن يدبّ الذعر في مؤسساته وجنوده وخلق كارثة مع حليفه وسنده الإيراني المصاب بالوباء، وبنفس الوقت فهو غير قادر على المواجهة طبياً ولا اقتصادياً كقدرة مادية، والوباء تاريخياً يعصف بأنظمة دول واقتصادها، ويعصف بالجنود فتفشل جيوش وتموت أخرى من الوباء أو من الخوف من بعضهم لشدة تلاصقهم، وليس مستبعد على الاطلاق أن يعصف هذا الوباء قريباً بالقاعدة الصلبة للنظام من القيادات العسكرية والسياسية ويفتك بها ويصيبها في مقتل، وهذا سيعصف بسلطته وسطوته، لاسيما أولى خطوات مواجهة هذا الوباء هو أن تلزم بيتك وتفض التجمعات وتلجأ للتعقيم والحجر على المصاب وهذا متعذر في حالة النظام بظل البطش وتحريك القوى العسكرية المستمر وتجميعها وتدني مستوى النظافة والتعقيم ومؤسساته مفتوحة على الدول المصابة بالوباء، ومنظمة الصحة العالمية تتوقع انفجارًا للوباء في سورية و اليمن، فلا قدرات لوجستية ولا صراحة مع الناس ولا يمكن فض تجمع الناس التي تنتظر دوماً طوابير لحاجات الحياة الرئيسية، وربما الناس التي تعيش في مناطق المعارضة وضعها آمن لأنهم كتلة بشرية مغلقة على ذاتها لايأتيها مسافر ولاغريب وربما نشاط المنظمات السورية والمساعدة التركية تحمي الناس لكن لن يستطع حلفاء النظام إنقاذه على الاطلاق فهم لم يستطيعوا إنقاذ أنفسهم حتى ينقذوه، فحرب كورونا لايفيد معها التوحش والبطش ولا كل الأسلحة الذرية والبيولوجية، وبذات الوقت وأمام تهاوي سعر برميل النفط بشكل غير مسبوق ليقارب اثنان وعشرين دولار للبرميل، مما سيخلق تحدي كبير أمام روسيا كدولة مصدرة وإيران كدولة مصدرة ومكبلة بعقوبات اقتصادية ويصبح حالهم  مع بعضهم كحلفاء ضد الشعب السوري كالمستجير من الرمضاء بالنار، وسيتم كذلك تسريع تطبيق قانون سيزر عقب الشهادات التي قدمها السوريون أمام مجلس النواب و الشيوخ ، وبدأت تصريحات ومناداة بتسريع تطبيق سيزر، فهذه الأمور المتتابعة وهذه العاصفة التي تهب على العالم حالياً سيكون الأسد ونظامه وحلفاؤه في عين هذه العاصفة من كل النواحي، فالسوريين البسطاء ظُلموا ويُظلمون على أيدي النظام مرات كثيرة فهو داء أخطر من كورونا على السوريين وإن كان لن ينجوا النظام من هذه الحرب.

دول العالم اليوم أشبه بحالة حرب تتقدمها وزارات الصحة بكل طاقاتها، ووزير الصحة السوري مضحك بتفاهته فلا يتحدث عن وباء بل يمجد الجيش.!

 وانقسمت الأمم اليوم إلى دول رفعت كل الجاهزية والطاقة لمواجهة الوباء والتقليل من مخلفاته والعمل على اكتشاف علاج ومصل يواجه هذا الوباء وآخرين ينتظرون الفريق الأول وقدراته ليسعفوا أنفسهم!

القسم الثالث من دول الاستبداد التي تعيش الانكار والإهمال حيث لا تجد نفسها هذه الأنظمة معنية بحماية الشعب والدفاع عنه، بل الحفاظ على البقاء والكرسي ونهب خيرات البلد وسيصبح هذا متعذراً اليوم على نظام الأسد وعلى نظام إيران فيبدو لعنة دماء المستضعفين السوريين ستشملهم ليغوصوا أكثر في شباك معقدة كشباك العنكبوت لاخلاص لهم منها إلا بحتفهم، فيبدوا أن هذه الحرب لاطاقة لهم بها وستهلكهم. السلامة لكل الإنسانية واللعنة تلاحق المجرمين. 

 

د- زكريا ملاحفجي

كاتب سوري

 

 
Whatsapp