إشراق..مائة زهرة وزهرة


 

 

 

قبيل غروب عام ألفين وخمسة عشر صدرت صحيفة إشراق عن مركز الشرق الأوسط للميديا بدعمٍ من وقف بلبل زادة ورئيسها الكاتب المفكر تورغاي ألدمير، وبمشاركة فاعلة من منظمة منبر الشام التي استطاعت أن تقوم بدورٍ هام عبر تجميع الطاقات السورية المبدعة والتنسيق فيما بينها للنهوض بعبء هذا المشروع الثقافي الكبير.

لقد جاءت صحيفة إشراق استجابة لحاجة ملحة أملتها ظروف استثنائية أصبحت تشكل خطراً على ذاكرة الشعب السوري المهجّر وهويته الثقافية الوطنية، وبغية المساهمة في ترميم هوة باتت تتسع في إطار العلاقة بين السوري وشقيقه التركي، وتصحيح البوصلة فيها، والارتقاء بها نحو الاندماج الثقافي والمجتمعي.

تنطلق صحيفة إشراق في أدائها لرسالتها الإنسانية من إيمان عميق بالجوامع المشتركة الحضارية والثقافية بين الشعبين السوريّ والتركيّ التي يؤكدها التاريخ وتعزّزها الجغرافيا وتسمو بها العقيدة الإسلاميّة الحنيفة.

صحيفة إشراق فضاء مفتوح على الثقافة الإنسانية أمام جميع المبدعين دون تمييز، ولا بدّ في هذا المجال من التأكيد على أنّ السياسة العامة للنشر في صحيفة إشراق تنطلق من رؤية منفتحة على جميع التيارات الفكرية والمذاهب الجمالية، ومن معايير موضوعيّة فنية إبداعية، وقيمية إنسانية شاملة. 

لقد استطاعت الصحيفة عبر مسيرتها الشاقة أن توسّع من مساحة انتشارها في المدن والبلدان، وأن تستقطب عدداً كبيراً من الكتاب والأدباء المهمّين، ومن قادة الرأي السوريين والأتراك من كافة المناطق وعلى اختلاف أطيافهم ومذاهبهم وتياراتهم الفكرية والسياسية والدينية والعرقية.

تتلخص رسالة صحيفة إشراق الثقافيّة من خلال عددٍ من الأهداف تسعى إلى تحقيقها لعلّ اهمّها: 

- التأكيد على أواصر الأخوة بين الشعبين السوري والتركي، وترسيخ ذهنيّة الأمّة ومفهومها الإنسانيّ والحضاريّ، والعناية بالحقيقة والتصدّي لمحاولات التضليل والتزييف الهادفة لإثارة البغضاء والفتنة.

- نشر الثقافة الراقية بما تنطوي عليه من آداب وفنون وفكر إنسانيّ بين أطياف المجتمع السوري بما يرتقي بالمشاعر وينهض بالعقول، ويساهم في ترسيخ المحبة والسلام بين البشر.

- الحفاظ على الذاكرة والهوية الوطنية السورية عبر الاهتمام بالتراث المادي والشفويّ والتركيز على العادات والتقاليد الأصيلة الحميدة.

- تعزيز القيم الروحيّة والمبادئ الأخلاقية والإنسانية وتكريس أهمية الإصرار على التمسك بحق العودة إلى الوطن، وحقوق المواطنة بما فيها الحريات والعدالة والكرامة الإنسانية ورفض الظلم والاستبداد.

- نشر الوعي وتنمية الحسّ الإنساني السليم في جميع نواحي ومجالات الحياة، والتحريض على تبنّي المنهج العلمي والأخلاقي في مواجهة مختلف أوجه الفساد والتطرف والجهل.

- التأكيد على أهمية المرأة في التنمية وفي بناء الأسرة والمجتمع، وتسليط الضوء على دورها المركزيّ وفاعليته في ظل الثورة السورية وفي إعادة إعمار ما تهدّم من بنى اجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية وغيرها.

- إثارة القضايا المختلفة المتعلقة بمعاناة العديد من شرائح المجتمع السوري المادية والنفسية والتعليمية وبخاصة فيما يتعلق بالأطفال والشباب، وأساليب تجاوزها ومعالجتها.

- المساهمة في خلق حوار حضاري وإنساني بين النخب المثقفة السوريّة والتركيّة بما يمتّن العلاقة الأخوية التاريخية، خاصة وأنهما تمتحان من جذور ثقافيّة وحضاريّة وروحيّة مشتركة، كما أنها تشتركان في الجغرافيا والألم، وفي الحلم والأمل بمستقبل مشرق وآمن يحمل السلام والخير لإنسان هذه المنطقة والعالم.

إنّ الإيمان بأهمية الكلمة الطيبة ودورها المؤثر بما تحمله من سحروطاقة هائلة في بناء الإنسان السويّ، وتشكيل عقله ومشاعره ومخيلته، يدفع بصحيفة إشراق إلى السعي لتكون دوحة خضراء تتجسّد فيها معاني الحرية ويسود في صفحاتها الحوار الودود المثمر، بعيداً عن لغة الإقصاء والتجريح والتهاتر، والدعوات المحرّضة على الكراهية والعنف.

بعد أكثر من أربعة أعوام ومائة زهرة وزهرة تفتحت على صدرها ما زالت إشراق تنهض برسالتها وبحلمها وبغاياتها النبيلة، وتزداد ثراء بما تودعه في خزائنها عقول كتابها وقلوبهم من إبداع وحبّ.

 

علي محمّد شريف

رئيس القسم الثقافي  

 
Whatsapp