قلْ لهم أنْ لا شيء لك في هذه الحقيبة
أيّة حقيبة؟
هي صرّة من كُمَّيْ كنزةٍ من صوف
أكبر منك بسنتين
ومثقوبةٍ أيضًا
من رأس السنبلة التي نفرت في الظهر
وهرّت من حبّاتها المئةِ
السبعةُ التي تزحف نحو الأكتاف
واقْصُصْ عليهم أنْ هذا المشط الخشبيّ
كان من شجرة صندلٍ نادر
لم تستطعْ أن تلقيَه في قبر أمّك
في غفلة من الملقّن
وتعدّها وصيّةً
قصتَها تلك عن قمل غريب يصيب النّاس
إذا توالت عليهم سبعٌ عجاف
لا تطرده إلّا رائحة هذا الدفّ العتيق
وما هذه الملفوفة بشريط من قميص نومها
إلّا فضلة الحنّاء الأخيرة
جوربان ليلكيّان
مفتاحٌ
أنت خلّصت قلادته من طيّات عنقها عليه
وأذهلك التشابه
بين ما تركه الخيط من بياض على لحم العنق
وبين مجرى دمعك بين الثديين
نظّارة سميكة
يلتحم ما بين عينيها
بعلكة قرباطيّة لا تكاد ترى
خمسة مسامير قرنفل
بعضٌ من بذور الآس
لفّاحةٌ عرضُها اصبعان
مشغولة من قطن حلبيّ
بيت إبرٍ من قشّ
وأنفاسٌ لن تشمّوها
وجرّبوا هل تسمعون صدىً ليدٍ
ترتّب أشياء الترحال
حتّى تعود بلا تلفٍ أو نسيان
أو تصادر في ظلّ أسلاك شائكة؟
هي أغراض درويش لا أكثر أيّها الدرك
قل لهم:
هي التي تهرب بي
وأنا الأمانة
هنّ هكذا الأمهّات
تحت التراب
ولا يعترفن
بأنّ حبل المشيمة خيطٌ
فينقطع.
سلام حلّوم
شاعر سوري