تَحطُّ عَلى البَابِ
- أَعْنِي بِهِ بَابَ قَلْبِي -
فَرَاشَهْ
تَمرُّ على الرُّوحِ ..
تسْكبُ فِيهَا الذي فَاضَ مِنْ دِفْئِهَا
في بَشَاشَهْ
وَتَمتَدُّ .. تَمتَدُّ
تَقْرَأُ بَعْضَاً مِنَ الحُبِّ والوُدِّ والذكرياتْ
تَقُولُ: ابتَدَا مُنتَهايَ
وفَاضَ – هُنَا – السِّرُّ
أنتَ الذي كَانَ مُنْذُ ابْتِدَاءِ الخَلِيقَةِ
يَمْتَدُّ فِيَّ، وَيَمْشِي
لِيحضنَ كُلَّ الجِهَاتْ
وأنتَ – بِمَا فِيكَ مِنْ جَبَرُوتِ الإبَاءِ –
وَمَا فِيكَ مِنْ عِزَّةٍ أوْ ثَبَاتْ
تَظَلُّ الحَبِيسَ هُنَا فِي دَمِي
بَيْنَ شَكِّي
وَأعْوَامِيَ الحُلْوَةِ الهَارِبَاتْ
أحِبُّكَ .. تَدْرِي بِأنَّ السَّبِيلَ إلَيَّ سَرَابٌ
وَأنَّكَ حُلْمٌ جَمِيلٌ يَشِعُّ بِكُلِّ الذي
فِي انْتِهَاءَاتِنَا مِنْ حَيَاةْ
وأنَّكَ دِفءٌ إذَا ما ارْتَدَاهُ دَمِي
فَاضَ، وامتَدَّ ما بَيْنَ نُورٍ
وَنَجْوَى صَلاةْ!
أحبُّكَ .. هَلْ ظَلَّ فِي الكَأسِ بُقْيَا
وَهَلْ آنَسَتْ حُزْنَنَا القُبَّرَاتْ ؟!
أحِبُّكَ .. لا أبْصِرُ الآنَ إلاَّ
نَدَى الحُزْنِ يطْفُحُ
لا تَقْرَأُ الرّوحُ إلاَّ الذي قَدَّمَتْهُ
الرُّؤى مِنْ غِيَابْ!
فَمَاذا تَبَقَّى مِنَ الوَجْدِ
كَمْ هَاجَرَتْ مُدُنٌ فِي بِلادي
وكَمْ قَدْ بَكَى، يَا حبيبُ، فُؤادِي
وَفَاضَ العِتَابْ ؟!
أحِبُّكَ .. أدْرِي بِأنَّ الدّرُوبَ انكسارٌ
وأنَّكَ أنْتَ النَّشيدُ الذي يَسْبِقُ المَوْتَ
مَالِكُ عُمْرِي الذي يَرْتَمِي فِيَّ عَذْبَاً،
ويفتَحُ أبْوَابيَ المُوصَدَهْ
سَتَأتِي
-كَمَا قَالَ قَلْبِي –
دفيئاً، وَتَمْتَدُّ فِيَّ .. تَفِيضُ نُهُورَاً مِنَ الوَرْدِ
تَخْتَالُ مُبْتَهِجَاً
آنَ تُبْصِرُنِي هَالَةً مِنْ ضِيَاءٍ
تُتَوِّجُ هَامَتَكَ العَائِدَهْ !!
سميرة بدران
شاعرة سورية