أمّاه ..هذه الوريقات لمن أهوى
إن أنا غيّبني الدّهرُ
ضعيها أمانة في يديهِ
أمّاه ...يشفّني الوجدُ
والهوى يطفر من عيني
ليسكنَ في راحتيهِ وهذا الذي يجعل الضحكة أعلى
ويجعل العمر أغلى
والدمع أحلى
هذا الذي يسكنُ القلبَ
يقلب الفؤاد جمراً ينبض على مشيتهِ
فيُصاب بالوجدِ
كيف – بربّ الهوى - نشفيهِ
أأنا بنت عشرين أقوى
على ردّ جمرٍ يعتلي الريحَ نحوي
يغمر الأركانَ حبّاً
وليس تكفي السّنون وصفاً
لمن أحبّ
ودفاتر العالم لا تكفيه
فدعيني أمّاه مفتونةً بسهادٍ
دعيني أنام على راحتيهِ
أسبح في بحر عينيهِ حتى
أغرقَ فيهِ
أمّاه اعذُري ضعفي
لست أدري ما الذي يعجبني فيهِ
قامةٌ من الرّخام تنشر السحرَ
كالبحر يرسل الأمواجَ
إلى شاطئيهِ،
حتى إذا جبلُ العمر لاحَ لهُ
بقبلةٍ على خدّ سفحهِ يخفيهِ
أيُبحر العالمُ في لجّتهِ
وينتشي الغرقى بصبا الوجد فيهِ
أم هالةٌ من شَغَفِ الورد ِتحفُّهُ
* * *
تطفر الدمعةُ من عينيّ أمِّها :
تباركت كيف تربّعتَ على عرشها
حتى إذا ذبُلت وردتي
تهدي شذاها إليك ؟!!
* * *
- أمّاه لا تأبهي
هي في حَبَّةِ القلبِ
لا يعتريها الأذى
نحن صغنا معاً
ما يسمو على الحبِّ
ولا يقدر الهيامُ على وصفِهِ
طفل نداريهِ ونحنو عليهِ
هو كالخلودِ المشتهى
هذي الوريقاتُ نقطفُ أثمارَها
برمش العيونِ
حتّى إذا لاح فجرُنا
مشينا معاً
خفيفينِ
إلى سدرة المنتهى.
د. محمد جمال طحان
كاتب وشاعر سوري