لماذا تنهروني كلّما ابتعدتُ مخذولاً مُعتزِلاً!؟
*
لا أستظِّلُ بخيمة أحد
لما تحجبون عني ضياءَ الشمسِ!؟
أنا كائنٌ لا يُحتملَ
لماذا تتباهونَ بلطفكم!؟
*
أنا متماسكٌ حزينٌ ومتشائمٌ دائماً
لماذا تسلبوني غيومي المُمطِرة!؟
أستمعُ لأبلغِ ما يُقال
لأفضلِ ما يحصل
دون اهتمامٍ بمن يفعل
لماذا تنسبوني!؟
*
انا ابن نبوءةَ الطينِ
أيحتاجُ جدثي المُتربُ غسيلاً وتكفينا!؟
إذا كان الإلهٌ واحداً
ونلهو باختراعِ مراكب من ورقٍ ملوّن
أيُّ مركبٍ سينجو!؟
*
أنا مفلس وفاشل
لماذا يرتاد بستاني السائب اللا مكترثونَ الناجحون
ويدفعون رسوم دخول!؟
*
أتلمّسُ شظايا حروفكم
وألعقُ دم أصابعي
من يرفأ جراحي!؟
*
أشتمكم بصمت
وأحياناً أكتب أقذعَ الشتائمِ
من فثأ دمّلةَ الغضبِ في صدري
وترك كفّي معلّقة على بابِ جريمةٍ مهجورة!؟
*
حزني يُقرفِصُ بارداً في العراء
من يدفئَ حطب الآخرين!؟
*
عيوني معلّقة على بابِ الغياب
ولِصٌّ في الجهة الأخرى
يختلس النظر من عينٍ سحريّة
ليست لي
والبابُ حياديٌّ مُشمّعٌ بالأحمر
تحت الرعاية الدوليّة
من يمنحني ثقباً ورخصةً:
لإيابِ!؟
*
أُطِلُّ كبئرٍ جافٍ
كمحطّةٌ مهملةٍ تمرّها قوافل العابرين
أتحسّر على حسوةِ ماء
وأحجار البئرِ قاحلة
من سيعيدُ الرحلة لتعبرَ من جديد
خارج هذه المقبرة!؟
*
لم أُخلقَ خروفاً وادعاً
أأنفُ الكلأ المشاع
وأفشل بدور الراعي
أتأتئُ في النباحِ
أحاول فكّ طلاسم حنجرتي:
لأعوي..
*
مثلَ ضوءٍ فسيح
مخنوقا في كوّة القَدَرِ
يَهمُّ ولا يستطيع
من يصبرُ لاكتمالِ دورة الأفلاكِ
لينفجرَ الضوءُ مبلبلاً سيرة العتمة!؟
*
أراك في وَضحِ الملأِ، وفي السر
أظهرُ مُكابِراً بعكسِ ما أشعر
أتكئ
من يستغنِ عن حاجاته لو احتكرها نغلٌ أبتر!؟
*
المعرفة محدودةٌ بالعلمِ
فهل الخيال ملجومٌ بالخوفِ!؟
*
يا صاحب الوجه الشاحب
وحيداً
لا خريطةً ولا طريق
وحدها الحرب منحتنا فرصة افتراس بعضنا
زيّنت لنا بهجةَ الغناء
وسوّغت بدائعَ التهريج والكذب
وتركتنا على جبين الفجيعة
أوشامَ دعارةٍ زرقاءَ
*
إنّ مُتُّ فعينايَ جديرتانِ بالرؤيا
باختراقِ أسداف التراب
لتغرورقَ امتناناً لأطفالنا:
سينتصرون غداً.
محمد صالح عويد
شاعر وكاتب سوري