فرضت الحكومة الفرنسية الحجر الصحي الكلي في كامل البلاد يوم الثلاثاء 17/3/2020 لمقاومة ومواجهة تفشي فيروس الكورونا، وذلك بعد ارتفاع حالات الإصابة والوفيات بالفيروس في الأيام والساعات الأخيرة، وبتاريخ يوم الأحد 29/3/2020 بلغ عدد الإصابات في فرنسا، ما يقارب ٣٨٠٠٠ إصابة، أمّا الوفيات فأصبحت ٢٦٠٦ حالة وفاة بعد تسجيل ٢٩٢حالة وفاة جديدة.
والإصابات قابلة للازدياد في كل ساعة، مع تأكيد وزارة الصحة الفرنسية أن الغالبية من المصابين بفيروس كورونا يتماثلون للشفاء.
ووافقت الحكومة الفرنسية على إنفاق 300 مليار يورو في مواجهة كورونا لشهر واحد بإرادة سياسية موحدة!
والرئيس الفرنسي قام بإعلان حالة الحظر التام على التجوال ابتداء من يوم الثلاثاء حتى اشعار آخر مؤكداً أن فرنسا في حالة حرب، وطالب الجيش بالنزول إلى الشوارع لفرض الالتزام بحظر التجول وحفظ النظام والسهر على تطبيق القرارات الحكومية المتعلقة بالحجر الصحي الكلي، والتأكد من تطبيق منع التنقّل والخروج الّا للتبضّع أو للذهاب الى الدكتور وذلك في جميع الأراضي الفرنسيّة ولمدّة خمسة عشر يوماً قابلة للتجديد، وسيسمح بالخروج للتبضع واقتناء الحاجات الضرورية من المتاجر الغذائية، مع حمل وثيقة الخروج الاضطراري التي يتعين على كل شخص في فرنسا حملها وإلا فانه سيتعرض إلى غرامة مالية من 135 إلى 375 يور، لأنه لم يحترم معايير السلامة بشكل تام ولأن الخروج من البيت قد يضاعف من احتمال نقل العدوى إلى الآخرين أو التقاط الفيروس.
مع الإعلان الرسمي في فرنسا عن دخول فيروس الكورونا (كوفيد19)، مرحلته الثالثة، أمرت الحكومة بإجراءات مشددة للحد من تفشي الوباء أبرزها إغلاق المدارس والمعاهد والجامعات ورياض الأطفال وكل المحلات التجارية غير الأساسية بما فيها المطاعم والمقاهي والبارات وصالات السينما، مع تقليص نشاط وسائل النقل، وإلغاء كل أنواع ومظاهر التجمع في البلاد كالمساجد والكنائس، كما أعلنت إدارة متحف اللوفر إغلاق أبوابه حتى إشعار آخر، ويعد اللوفر المتحف الذي يستقبل العدد الأكبر من الزوار عالمياً، كما أعلن معهد العالم العربي بباريس إغلاق أبوابه، كما تم إلغاء جميع الفعاليات الثقافية والفنية في باريس.
وأغلقت قاعات الجامعات والمؤتمرات والندوات واللقاءات كالبيت العالمي لجامعة السوربون، وأيضا تم حظر التجمعات والتظاهرات المقررة بالساحات العامة، مع السماح بفتح المراكز التجارية والبنوك والصيدليات ومحطات الوقود ومحلات بيع السجائر والمطاعم التي تقوم بتوصيل الطلبيات، وبخصوص الدوام سيتم التشاور لوضع آلية معينة لتنظيم دفع أجر جزئي معين للموظفين الذين يضطرون لعدم المداومة، ويفضل أن يقوم الموظفون بعملهم عن بعد.
وقال ماكرون: نحن في بداية انتشار الوباء الذي سينتشر بقوة وبسرعة أكبر، ومن المتوقع أن يفتك الفيروس بالملايين حول العالم.
يسمح بزيارة الطبيب أو الذهاب إلى المستشفى لتلقي العلاج، لكن في المقابل العلاج والعمليات الجراحية غير الضرورية سيتم تأجيلها، وكذلك الشأن بالنسبة للزيارات الدورية والروتينية إلى المراكز الطبية.
غير مسموح بزيارة أفراد من العائلة والأقارب باستثناء الأسرة النواة أي الأبناء والآباء إذا كانوا لا يعيشون في نفس المكان، مع حظر الاجتماعات والمناسبات العائلية من زواج وأعياد ميلاد مثلا، ويسمح فقط باستخدام السيارة للعودة إلى البيت أو الذهاب للتبضع، وسائل النقل العمومي من جهتها ستشهد كذلك تباطؤ والشركة الفرنسية للسكك الحديدية ستلائم خدماتها درجة الإقبال على وسائل النقل العمومية، النقل الجوي كذلك سيقوم بتغييرات على مستوى الرحلات المبرمجة ومنح الأولوية لرحلات العودة إلى البلاد، كما أعلنت شبكة النقل العام بأن عرباتها من مترو وتورماي وقطارات وباصات تخضع للتعقيم بصورة مستمرة.
وتأجيل الضرائب على الشركات ودعم العاطلين عن العمل، كما تعهدت الحكومة بالتزامها بتوقيف الضرائب وفواتير الغاز والماء والكهرباء المترتبة على الشركات والمحلات التجارية والأفراد.
وطالبت الفرنسيين احترام الروح الوطنية للأمة والتعاضد للوقوف في وجه الأزمة، كما قامت وزارة الصحة بتوزيع 25 مليون كمامة.
وطلب ماكرون من كبار السن ممن تزيد أعمارهم عن 70 عاماً ملازمة منازلهم تجنباً لفيروس كورونا، وقال نحن في بداية مواجهة هذا الوباء وهو أسوأ محنة تواجهها فرنسا منذ مائة عام، وأدعو الجميع إلى البقاء في بيوتهم لأكبر وقت ممكن، ويجب أن نحترم جميعاً الإجراءات والتوقف عن العناق وتبادل القبلات والمصافحة باليد والمحافظة على مسافة بين الناس، كما طالب بتحرك أوربي "قوي وسريع" عبر الانعاش الاقتصادي، كما طالب رئيس الوزراء الفرنسي بإغلاق جميع الحدود وإعلان الحجر العام.
الهلع الذي أصاب الفرنسيين بعد فقدان المواد الطبية الضرورية مثل المعقمات وجيل الأيدين والكفوف والكمامات من جميع الصيدليات والمحلات والمولات للأسبوع الثاني، بدأ يتراجع مع إعلان وزير الصحة توفرها خلال أيام في كل الصيدليات.
وقامت المغرب بإلغاء كل رحلات الطيران والرحلات البحرية مع فرنسا، مع وجود آلاف الفرنسيين العالقون هناك ولا يستطيعون العودة، ماكرون طمأنهم بأنه سيرسل طائرات خاصة لترحيلهم إلى فرنسا.
ومن المتوقع عالمياً أن يشهد المرض مرحلة الوباء على نحو شبه فجائي، وأن يخرج عن السيطرة كلياً في زمن لن يطول كثيراً، وهذا لا حل له سوى استنفار شامل، يبدأ من عزل الأطفال ووقايتهم، ولا ينتهي عند حماية كبار السن، ومن يعانون من الأمراض المزمنة، كونهم الأكثر عرضة للخطر، مع الإشارة إلى أن منظمة الصحة العالمية قالت: أوروبا هي "البؤرة الجديدة" لوباء كورونا العالمي.
أخيراً:
البلدان الأوربية مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا وأسبانيا تشهد إصابات ووفيات كثيرة بالفيروس، ولكن شعوبها واثقة من أن نظامها الصحي المتقدم سوف يواجه المرض وينتصر عليه.
وها هي شركة (سانوفي) الفرنسية للأدوية تعلن بدء خلاص البشرية من الكابوس وتعرض دواء (بلاكنيل) المضاد للملاريا لمعالجة 300 ألف مصاب بالكورونا بعد تجارب واعدة.