يخطر ببالك - للحظة- أن كورونا يدٌ إلهية من حيث القدرة على الفعل...!
يهبُّ على البشرية فيخلصها من كل السلبيين والديكتاتوريين والقاتلين..
لكن لأنه فيروس بلا عقل، فإنه يطحن الأخضر واليابس أمامه لا يميز بين صالح وطالح.
ماذا لو كان كورونا هو تلك القدرة التي نحلم بها للتخلص من المجرمين!
ماذا لو كان كورونا هو جزء من تلك القوة التي نعتقدها بالإله؟
كورونا ينجز ما عجزت عنه الدول الكبرى.. وكل التقنيات!
***
كورونا أنت أملنا...لكن لا تحصدنا بطريقك
كورونا أنت حبيبنا فلا تقترب ممن نحب وممن يساعدوننا على البقاء...
كورونا أيها الصديق!
كن لطيفاً وجميلاً...إن شئتَ ارحل بهدوء، لكن خذ في طريقك المجرمين..
كورونا
لا نخافُك.. لكننا نحترم قدرتك العالية على الفعل!
كورونا
يا عابر الحدود والقارات بلا جواز سفر...كورونا يا أصيل...
***
كورونا
أيها الجميل وسط الخراب
ها أنت أيها الصديق العدو تعيد أسئلتنا الوجودية إلى الصفر...
تعيدنا عاجزين بعدَ وهم السيطرة والقوة
ها أنت تعيد نظراتنا إلى من نحبّ إلى عفويتها الأولى فنقرأ في عيونهم متسائلين:
هل هذه هي النظرات الأخيرة!
هل من فسحة جديدة لنعانق من نحب مرة أخيرة!
كورونا يا حبيبي...يا نور عيني...زرْ حي المهاجرين في دمشق وخذ روحاً واحدة، روحاً خبيثة...قتلتْ أكثر منك، تنافسك في القتل والبطش...لا تقبل بمن يرقى لفعلك أيها القوي...
...فديتُكَ بعمري...خذه عن طريقك. كي تبقى الأجمل والأغلى والأكثر رعباً في هذا العالم...
يليق بك أن تكون جميلاً وأنيقاً وباطشاً...يا صديقي!
د. أحمد جاسم الحسين
أكاديمي وباحث سوري