الحروب الاقتصادية


 

 

 

 

جميع الحروب التي تشن وبكامل أشكالها هي مدانة أخلاقياً ما عدا حروب التحرير التي تهدف لخلاص الوطن من الاستعمار.

الحرب الاقتصادية هي من أقدم أنواع الحروب التي عرفتها البشرية، والتي تقوم كنوع من أنواع الصراع على الموارد والثروات وامتلاك الأسواق الدولية للتحكم بها، وكانت الحروب الاقتصادية في القرون الماضية تعتمد على الحروب التقليدية واستخدام القوة العسكرية، أما في عصرنا الحالي فقد انتفت الحاجة للحروب المباشرة وحتى النووية فهناك بدائل كثيرة منها الأسلحة الجرثومية. 

في الحروب الاقتصادية بين الدول الكبرى التي تدعي الحضارة والرقي، تتحول مجرياتها إلى حروب شبيهة بحروب العصابات، وتلجأ فيها إلى كل الوسائل التي تمكنها من تحقيق انتصارها بما فيها القرصنة التي كانت سائدة في العصور السابقة كي تثبت تفوقها.

كورونا جائحة تُستثمر في تغيير توازنات العالم الاقتصادية والسياسية ليسود نظام عالمي جديد يتحكم بالعالم وبمصيره، والعالم ما بعده لن يكون مشابهاً لما سبقه ففيه متغيرات ستحدث توازنات جديدة وتنهي احتكار الاقتصاد لبعض الدول المؤثرة.

الاقتصاد الفرنسي سجل أكبر انخفاض له منذ الحرب العالمية الثانية، وتوقفت أكثر من مليون شركة عن العمل ونتج عن ذلك أكثر من عشرة ملايين عاطل عن العمل، ووزير الصحة الفرنسي الأسبق (فيليب دوستر) يقول أن الفيروس سلاح بيولوجي تم تصنيعه وإعداده وبرمجته بعناية كي يتمكن من تدمير أعضاء معينة بالجسم ويتمكن من الانتشار عبر الهواء.

 وأمريكا أعلنت أن خسارتها تقدر ب 2 ترليون دولار أمريكي، وصرح وزير الخارجية الأمريكي أن أمريكا ستقاضي الدول التي تسببت في انتشار الفيروس وعلى رأس هذه الدول الصين لإنها لم تعلن بشكل مبكر عن هذا الفيروس المتسبب بهذه الجائحة.

أمريكا أكدت أنها مؤامرة وأسمتها الفيروس الصيني وإذا ثبت فهو جريمة قتل البشرية بأيدي خبراء صينيين كي ينتقموا من العالم الذي أراد إبطاء نموهم الاقتصادي.

ورئيس المخابرات البريطانية قال: الصين أخفت انتشار كورونا في البداية ويجب أن تعاقب.

وأوقف ترامب الدعم المالي عن منظمة الصحة العالمية، لأنها نفت أن كورونا فيروسًا معديًا ينتقل بين البشر وهذا كان أحد أسباب الأزمة العالمية، وسقوط العدد الهائل من الضحايا والآثار المدمرة.

والصين أعلنت بدورها أنه سلاح بيولوجي أنتجته أمريكا للتضييق على الصين وخنق اقتصادها ومنعها من أن تسود العالم بقدراتها العلمية والفنية والاقتصادية.

تبادل الاتهامات عبر وسائل الاعلام، وكل يلقي بالمسؤولية على الآخر، والكل عاجز عن إيجاد دواء يوقف هذه الهجمة التي تسببت بكوارث اقتصادية وتهدد بفناء البشرية.

تصرف الدول الكبرى أموالاً هائلة على التسلح والتجسس فلو أنها صرفت نصف هذه الأموال على تطوير الطب وخدمات الصحة لاختفت الجائحات والفيروسات وتخلصت البشرية من الأخطار اللامرئية التي تهددها.

ضحايا كورونا تجاوزوا حتى اليوم أكثر من مليوني ضحية حسب التصريحات الرسمية وهناك أخبار تقول أنهم تجاوزوا الرقم المعلن بكثير.

والسؤال لماذا فشلت دول العالم في إنتاج مضاد لفيروس كورونا حتى الآن هل لأنها لم تفكر بالأخطار التي تشكلها الفيروسات، لذلك هي غير قادرة على تأمين أجهزة تنفس لشعوبها بالسرعة القصوى، في الوقت الذي تستطيع فيه تدمير العالم بدقائق بأسلحتها الفتاكة.

ستنتهي هذه الجائحة، وستتخلص البشرية من هذا الوباء، وسيظهر للبشرية من كان السبب بموت البشر من أجل المال.

أخيراً:

الكورونا غيرت في الموازين العالمية واقتصادها، فعدد الدول التي طالبت بالدعم المالي من صندوق النقد الدولي بلغت 81 دولة، أما عدد الدول التي طلبت الدعم من تركيا 93 دولة.

 

صبحي دسوقي

رئيس التحرير


 

Whatsapp