منذ انطلاق فيروس الكورونا وانتشاره في العالم في نهاية عام 2019، والجميع يحاول الخلاص منه، ويتخبط في بحثه عن الدواء الناجح وطرق معالجة المصابين به.
وبعد إعلان الصين عن تعافيها منه وعودة الحياة إلى مدينة (ووهان) منبع الفيروس تفرغت لتكون المورد الرئيسي للكمامات وأجهزة التنفس ومواد التطهير، عجلة الاقتصاد الصيني مستمرة في الدوران وتحقيق أعلى المعدلات في بيع المعدات الطبية لكل دول العالم.
فيرس صغير لا يرى بالعين المجردة ولًّد حالة من الهلع أظهرت مدى هشاشة النظام الدولي القائم وخصوصاً القطاع الصحي، وأظهر أنه أقوى من كل الدول التي كانت تدعي عظمتها وتسابقها في صنع الأسلحة القاتلة والمفاعلات النووية، وأثبتت أنها الأقوى في صنع أسلحة الدمار وعاجزة عن التصدي لفيروس وتقديم المستلزمات الطبية الوقائية حتى للكوادر الصحية وهذا ما تسبب بموت المئات من العاملين في المشافي ومن الأطباء.
ومنذ البداية كان المتوقع عالمياً أن يشهد المرض مرحلة الوباء على نحو شبه فجائي، وان يخرج عن السيطرة كلياً في زمن لن يطول كثيراً، وهذا لا حل له سوى استنفار شامل، يبدأ من عزل الأطفال ووقايتهم، ولا ينتهي عند حماية كبار السن، ومن يعانون من الأمراض المزمنة، كونهم الأكثر عرضة للخطر.
بلدان مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا وأسبانيا شهدت مئات الإصابات والوفيات يومياً، وأظهرت أنها عاجزة في المجال الصحي وأعلنت استسلامها، وأن الحلول على الأرض انتهت وباتوا بانتظار حلول السماء.
منظمة الصحة العالمية أكدت أن أوروبا هي "البؤرة الجديدة" لوباء كورونا، بعد أن تجاوز عدد المصابين به المليون ونصف، والوفيات وصلت إلى أكثر من مئة ألف شخصاً في العالم.
كبار السن في أوروبا خائفون والإعلام في كل العالم يركز على جزئية عدم تأثر الشباب بفيروس كورونا وكأنه يبعث رسائل اطمئنان، لكنه في المقابل يبعث رسائل خيبة وحسرة، لشريحة من المجتمع كانت في يوم هي من حملته ليصل إلى ما هو عليه اليوم.
وتشير المعلومات إلى وفاة العديد من الأطباء يومياً من بينهم أكثر من 30 طبيباً سورياً ماتوا وهم يؤدّون واجبهم في مستشفيات أوروبا.
في فرنسا أقدم عدد من الأطباء على رفع دعوى على مدير عام الصحة الفرنسية لإهمال وإخفاق الدولة في مواجهة الفيروس، واتهموا الدولة الفرنسية بعدم اتخاذ التدابير اللازمة للحد من وصول الوباء إلى فرنسا، على الرغم من أنهم كانوا على علم بالخطر.
السلطات الفرنسية استنفرت لمواجهة الفيروس وأنزلت الجيش لمساعدتها في وقف انتشاره، ووضعت القطار السريع (TGV) الذي تحول إلى مستشفى متنقل تحت تصرف وزارة الصحة.
تقارير إعلامية تتحدث عن تجارب لنحو 40 عقارًا؛ لمحاربة "كورونا" في عدد من المختبرات الطبية في دول متعددة، منها وزارة صحة فرنسا التي سمحت أخيراً باستعمال دواء (كلوركين) المستخلص من لحاء شجر الكينا لعلاج كورونا وهو العقار الذي استخدم سابقاً لمواجهة الملاريا، بناء على توصيات البروفيسور (ديدييه راولت) الذي طوره مؤخراً وجربه على عدد من المرضى في مدينة مرسيليا الفرنسية وأدى إلى شفائهم.
كما قررت فرنسا أيضاً البدء بعلاج المرضى عن طريق مصل الدم أو ما يسمى بالبلازما الذي سبقها إلى تجربته الصين وتركيا، الهدف هو نقل الأجسام المضادة التي تكونت عند الشخص المتعافي إلى المريض لتقوية الجهاز المناعي ببساطة.
وكان الرئيس الفرنسي ماكرون أعلن حالة الطوارئ في فرنسا منذ 16 آذار،
وقال: نحن في بداية انتشار الوباء الذي سينتشر بقوة وبسرعة أكبر، ومن المتوقع أن يفتك الفيروس بالملايين حول العالم.
وفي ايطاليا التي سجلت أكثر الإصابات بفيروس كورونا وعقب انهيار نظامها الصحي نتيجة للتفشي السريع للفايروس، أعلنت دخولها مرحلة " طب الحروب " وهو أن يختار الأطباء من يعيش ومن يموت، حيث يتم وضع التنفس الاصطناعي لمن هو أصغر سناّ ويتم نزعه من الاكبر سنا.
وفي السويد تم الكشف عن وثيقة تستثني كبار السن من بقائهم في العناية المركزة،
وطالبت بمنعهم من الاستفادة من غرف العناية المركزة، لإفساح المجال لمن هم أصغر سناً للاستفادة والنجاة.
في تركيا:
أشاد ممثل منظمة الصحة العالمية في تركيا، بالجهود الكبيرة والمميزة التي تبذلها الحكومة التركية في التعامل مع الفيروس، وقال: تركيا بلد مثالي بفضل قدرتها التشخيصية وجهودها الهائلة من أجل علاج فيروس (كورونا)، وهي تدير هذه العملية بشفافية من خلال مشاركة بيانات حالات الإصابة والوفيات الدقيقة مع مواطنيها إلكترونيا.
والعلماء الأتراك أيضاً يخوضون معركتهم مع الفيروس وهناك تقدم كبير وإيجابي حتى الآن، حيث بدأت أولى التجارب بالتداوي ببلازما الدم وهو نوع من الطب البديل يؤخذ من دماء شخص تعافى من الفيروس ويحقن به شخص مصاب، حيث قدم أول علاج بالبلازما ضد كورونا في العالم بعد الصين في تركيا.
الحكومة التركية وفرت لمواطنيها كل ما يلزمهم لحماية أنفسهم من الإصابة بخطر الفيروس كالكمامات والكفوف ومواد التعقيم مجاناً.
ولا يقتصر الأمر بالنسبة لتركيا على هذا الأمر، بل يتعداه إلى جهودها المبذولة في دعم عدد من الدول العربية والأوروبية بمعدات طبية ووقائية، لمساعدة تلك الدول في التصدي للفيروس، والمساعدات الطبية التركية وصلت إلى مختلف دول العالم عبر طائرات شحن تابعة لوزارة الدفاع التركية، وأصبح عدد الدول (٩٣ا) التي طلبت الدعم والمساعدة، منها غالبية الدول الأوربية وأمريكا التي طلبت من تركيا معدات طبية وكمامات للمساهمة بمحاربة فيروس كورونا.