عزف على قيثارة ثائر



 

 

 

عيناكِ ذاهبتان في الأمل البعيد..

تتأملان الفجر يُومِئُ

للحيارى 

خلف قضبان الحديد 

لا شيء يلتهم الفراغ

 سوى الوعود النازفات 

بكل ألوان الوعيد  

 

لا تغبطي

 في مسرح الأحداث والأحلام 

ذا جاهٍ

وذا قصر مشيد

 

فهناك 

تغتال السعادة في قصور البغي 

أنفاس العبيد. 

وهناك تختنق السعادة في الشقي

وتبسم الأسرار 

للمعنى السعيد 

 

وهناك سِرٌّ للسعادة باذخ 

في كل نفس 

لا يميزه ويدرك طعمه

إلا الشهيد

 

هلع النفوس يذوب في أبعاده

جشع يدور بها 

على هل من مزيد؟

 

ولذاك تطردنا الشواطئ

والدُّنا

ولذاك لا يلد الطريد 

سوى الطريد.

 

ولذاك تذبحنا المنافي كل يوم 

في الشتات 

من الوريد إلى الوريد؟

 

فعلام يخفي النور وجه حبيبتي 

ما بين نيران المدافع 

في نفايات المشاعر والحديد؟

 

وعلام يمحو الكون فيك ملامحي

وأنا سأبقى 

تحت جفنك ومضة

من مسحة الفجر الجديد.

 

فإلى متى سأظل حراً دون مأوى

دون أهل، دون بيت

دون ميراث تليد؟

 

وتتيه من أحببت غارقة بأحلامي

إلى يوم الوعيد ...

 

وبداخلي حِمَمٌ تزمجر للسنا،

للنور..

كالإعصار في دوامة الموج العنيد … 

 

وحبيبتي السمراء شامخة 

بسالفة وجيد

تهفو إلى الفجر الوليد

 

فغدا سأحضن كل ألواني وأطيافي

وأحلامي 

وأنهض من جديد

فملامحي كملامح الأحرار

تحت الشمس 

في أمشاجها 

أمشاجُ آلافِ العبيد.

 

إسماعيل الحمد

شاعر سوري

 

Whatsapp