يمتاز غالبية السوريين بحبهم للخير والإيثار ومساعدة الآخرين، ورغم الحاجة وضيق اليد التي يعانون منها فإن الخير لا يزال متأصلا في نفوسهم، وهم يؤثرون المحتاجين على أنفسهم رغم فقرهم وحاجتهم.
الأطباء السوريون في المدن التركية يقفون في الصفوف الأولى بمواجهة الكورونا، وقدموا للسلطات المختصة طلبات تطوع ليقدموا لتركيا عرفاناً بجميلها على السوريين.
وفي تركيا هناك الكثير من المبادرات الفردية التي برزت في ظل انتشار وباء الكورونا وتزايد حاجة المحتاجين للمساعدة، الكثير من الأشخاص وضعوا أرقام هواتفهم ونشروها مبدين استعدادهم لإيصال ما يحتاجه كبار السن والمرضى من أدوية ومستلزمات الحياة.
منظمة منبر الشام:
وهي منظمة مدنية تهتم بالشؤون الإنسانية، مدعومة من قبل منظمة بلبل زادة التركية، تعمل في غازي عنتاب وفي الشمال السوري المحرر، وفي سعيها الدائم لتخفيف معاناة السوريين وضمن أيام رمضان المبارك، قام فرق منبر الشام بتوزيع السلل الغذائية على عدد من العوائل المحتاجة في مدينة غازي عنتاب من خلال إيصالها إلى البيوت تطبيقاً لإجراءات السلامة الوقائية من فايروس كورونا، مع أمل أن يعم الخير على جميع السوريين والأتراك.
البيت السوري في تركيا:
البيت السوري هو بيت لكل السوريين، خدمي تنموي ثقافي اجتماعي، وقد شكل فرقاً تطوعية تجاوز عددهم 500 متطوع في كل أماكن تواجده في (استنبول- وإزمير- وأنطاكيا- وبورصة - وأنقرة - الريحانية - مرعش - كلس - مرسين – أضنة)، وهو جاهز ومستعد لمساعدة المرضى وكبار السن، طوال ساعات الحظر وكل يوم طوال أزمة كورونا مع التمنيات للجميع بالسلامة.
فرنسا:
نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تحت عنوان: الأطباء السوريون يقفون في الخط الأمامي لمواجهة "كورونا في أوروبا.
وتحدثت عن دور الأطباء السوريين الفارين من سوريا، في مواجهة فايروس "كورونا" في البلدان الأوروبية، إن الأطباء السوريين يعرضون حياتهم للخطر بالعمل في الصفوف الأمامية في مواجهة الوباء.
وأوضحت الصحيفة أن العديد من الأطباء الذين عثروا على ملجأ لهم في أوروبا، أصبحوا الآن "على خط المواجهة الأمامي في المعركة ضد جائحة كورونا في بلدانهم المضيفة"، مشيرة إلى أن أربعة أطباء سوريين دفعوا حياتهم ثمناً لمكافحة انتشار الفايروس في إيطاليا.
ولفتت الصحيفة إلى أن أكثر من 50% من الأطباء غادروا سوريا، وصولاً إلى العام 2015، مشيرة إلى مقتل ما لا يقل عن 923 عاملاً صحياً بين عامي 2011 و2020، معظمهم على يد قوات النظام وروسيا، كما أكدت أن معظم الأطباء السوريين في أوروبا يعتبرون تغيير النظام شرطاً لعودتهم.
مبادرات سورية:
عشرات المبادرات السورية وفي كل دول العالم من قبل السوريين سواء من خلال تصميم كمامات قماشية وتوزيعها مجاناً، أو من خلال تقديم وجبات صحية للعاملين في المشافي.
السوريون سباقون لتقديم امكانياتهم في بادرة شكر للدول التي استضافتهم، برغم كل الأسى والظلم الذي مر بالسوريين، فهناك مبادرات كثيرة تدعو للفخر أطلقها السوريون في كل أماكن تواجدهم في دول العالم.
في مدينة (ميلوز) الفرنسية وهي الأكثر إصابة بالفيروس تم صناعة الكمامات القماشية من قبل مجموعات (عرب وأتراك وفرنسيين) مع صنع المعقمات والمطهرات وتقديمها لسكان المدينة مجاناً، وتقديم وجبات طعام صحية للعاملين في المشافي والمستوصفات الطبية وهذا ما أسهم بتراجع نسبة الإصابات وإعلان خلو المدينة من الفيروس.
مبادرة طيبة من السوريين في غالبية المدن الفرنسية ومنها (ليون وباريس ورانس) لدعم الكوادر الطبية في ظل الأزمة الصحية، عمل تطوعي رائع بتقديم وجبات سورية كاملة لوقت مفتوح غير محدد حالياً، وصنع كمامات قماشية خاصة بالعاملين في القطاع الصحي.
غالبية الصحف الفرنسية تحدثت عن مبادرات السوريين وأثنت عليها، وهناك صحف ومجلات جعلت أخبار تطوع السوريين ومبادراتهم تتصدر الصفحات.
في هولندا:
أكد رئيس مجلس إدارة البيت السوري ومدير مؤسسة هارموني للثقافة واللغات، الدكتور أحمد الحسين أن مبادرة البيت السوري لمساعدة المسنين والمجتمع تأتي في وقتٍ تتصاعد فيه أهمية تظافر الجهود بين كافة أطراف المجتمع للمساعدة في التصدي لهذا الوباء، وضرورة النظر إلى الحالات الإنسانية الأكثر احتياجاً للمساعدة، خاصة بين المسنين، الذين يمكن اعتبارهم الأكثر عرضة للخطر ، وتشمل المبادرة مساعدة أكثر من 500 مسن هولندي في تأمين وجبات الطعام اليومية، خاصةً لمن يعاني من صعوبات في الحركة والقدرة على تأمين احتياجاته، وقال الدكتور الحسين أن مثل هذه المبادرة لا تتوقف فقط عند حد الجانب الإنساني، وإنما هي ضرورية لتقديم صورة أكثر وضوحاً حول المجتمع السوري وقيمه وأخلاقياته.
ألمانيا:
تحت عنوان نريد مساعدة الألمان والبقاء معاً في هذه الأزمة، أطلق لاجئون سوريون شباب مبادرة تطوعية لمساعدة المواطنون الألمان في التصدي لفيروس كورونا الذي سجل إصابات كبيرة فيها.
واهتمت الصحافة الألمانية بهذه المبادرة، ورداً للجميل باستقبال ألمانيا للاجئينتمكنت عائلة سورية في ألمانيا من المساهمة بصناعة أكثر من 360 كمامة في غضون ثلاثة أيام، وتبرعت بها لمستشفى ودار مسنين بمدينة (بوتسدام) قرب العاصمة برلين.
سويسرا:
وقد هب مجتمع اللاجئين السوريين في سويسرا للعمل، بفضل شعورهم العميق بالمسؤولية تجاه الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة للمساعدة وبفضل سنوات من الخبرة في ميادين النجاة من المخاطر وحالات عدم اليقين.
يقول شادي، وهو من درعا جنوب دمشق، والذي وصل إلى سويسرا في عام 2013: عشنا وما زلنا نعيش الأزمة كلاجئين، وهذا يجعلنا على الأرجح في وضع أفضل لإدراك أن هناك أزمة ولكيفية المساعدة، وفي مسعاه للبحث عن طرق عملية لمساعدة الآخرين في البلد الذي منحه الأمان، حشد شادي على وجه السرعة شبكة من المتطوعين في (جنيف ولوزان) بهدف التسوق وقضاء المهمات للمسنين والعجزة وغيرهم من الأشخاص الأكثر تعرضاً لخطر الوباء.
إشراق