الماسونيون العرب


 

 

يتمظهر على السطح السؤال الجوهري الذي يتعلق بما يدور على الساحة السورية ومفاده: هل التمسك بمجرم دولي مثل بشار الأسد حتى الآن كان بناءً على أوامر ماسونية عليا نظراً لكونه أحد الأعضاء الهامين في هذا التنظيم السري ؟، وهل الماسونيون من الحكام العرب هم جزء من هذا التنظيم؟

مما لا شك فيه أن هؤلاء الحكام هم صناعة الدول الاستعمارية بالأساس، وحيث أن العلاقة بين حكام الغرب والماسونية وطيدة حتى لا أقول إنهم ينفذون حرفياً السياسة الماسونية (فزوجة الرئيس الفرنسي ماكرون هي من عائلة روتشيلد اليهودية المعروفة منذ أكثر من قرنين بنفوذها المالي والسياسي وهي جزءً رئيسيًا من الماسونية العالمية، فزواجهما رغم الفروقات هو زواج سياسي ذو أهداف تتخطى السياسة الداخلية لفرنسا).

إذن لا نستغرب رضوخ حكام العرب للتوجيهات الماسونية سواءً المباشرة منها أو الآتية لهم عن طريق حكام الغرب. فالاقتناع أن بشار الأسد وغيره من الحكام العرب ما هم إلا ماسونيين ينفذون المخطط الغربي الذي أعد قبل عشرات السنين وينفذون الأجندة كما تملى عليهم ليستطيع الغرب تنفيذ مخططهم لم يعد مجالًا للشك.

ولدى النظر إلى النظام السوري الساقط بعين الشعب السوري والعالم يستغرب هذا العالم بأسره بقاء مجرم دولي حتى الآن في الحكم حتى ولو كان هذا الحكم مهترئاً، لولا أوامر عليا صادرة من جهات متنفذة بدعمه، وهذا يعني أن هناك سيناريو واحد لبقائه حتى الآن وهو أن بشار الأسد ماسوني حتى النخاع ينفذ المخطط المعد له مسبقاً منذ تولي المجرم الأول حافظ الأسد السلطة إلى يومنا هذا، وهو تدمير الدولة السورية العريقة بالكامل والتي كانت مزدهرة وكانت تشكل خطرًا على الكيان الاسرائيلي، فكان من الضروري من وجهة نظرهم وضع مجرم كحافظ الأسد ليعيد سورية إلى العصور الحجرية حتى يبقى التقدم للكيان الإسرائيلي في المنطقة قائمًا وفاعلاً.

كان اختراع المقاومة والصمود والتصدي والضرب على وترها من قبل الأب وابنه لإضفاء شرعية لم يكتسبوها يوماً عبر انقلابهم وتوارثهم للسلطة لذلك كان لا بد من إيجاد قناع يلهي الناس عن النظر في جرائم هذه العصابة، فكان غطاء المقاومة والممانعة والصمود والتصدي هو أفضل غطاء، وقد نجح مع الأسف على مدى السنوات الماضية لأن الشعب السوري والعربي لديه حساسية مفرطة اتجاه القضية الفلسطينية لذلك نرى اليوم الصدمة على وجوه الكثيرين المغشى على عيونهم من تصديقهم لهذه الشعارات.

المخزي أن معظم حكام العرب دعموا الأب والابن مالياً وسياسياً تحت هذا الغطاء وبأوامر عليا من حكام الغرب الذين يستقون تعليماتهم من الماسونية العالمية، فهل من المعقول أن تدعمه دول الخليج ماليًا من أجل أكذوبة التوازن الإستراتيجي مع العدو الصهيوني لولا أن هذا الدعم كان بناءً على أوامر غربية لتنفيذ تعليمات ماسونية ظهر أثرها لاحقًا؟

واليوم وبعد أن انقلب السحر على السحرة لا أحد يستطيع لوم الشارع الوطني بالقيام بثورته لاستعادة حريته وكرامته، وما يطلبه هو أقل ما يمكن في القرن 21 حيث ما زالت عصابة الأسد تحكم بمنطق القرون الوسطى وما قبلها.

فهي عصابة تريد من الشعب أن يبقى مدجناً كما كان سابقاً يقبل بأي شيء يلقى له حتى لو لم يكن راضيًا عنه، هذه الارادة ليست ذاتية فهذه العصابة فاقدة الارادة أصلًا منذ أن أمرت وزيرة خارجية أميركا الماسونية (أولبرايت) عملاءها عند قدومها لدمشق للتعزية بنفوق الأب لتأمرهم بتنصيب الابن وريثاً لأبيه فتم لها ذلك بثلاث دقائق ونصف الدقيقة.

ومهما كانت الماسونية قوية وتقف وراء هذا المجرم، فعهده الإجرامي قد انتهى والماسونية تعلم ذلك، ولكن علينا أن نكون واعين جداً من أن أي حكومة ديموقراطية قادمة بعد زواله لن تكون خالية من فيروس الماسونية ومن توجيهات حكام الغرب ومن أموال دول خليجية مشبوهة لتدمير الديموقراطية الوليدة، وإلا فإن الثورة مستمرة.

 

 

هشام نجار

كاتب سوري


 

Whatsapp