هل نشهد بداية النهاية


 

 

  

ظهر رامي مخلوف قبل بضعة أيام من خلال صفحته على الفيس بوك عبر فيديوهات يخاطب فيها بشار الأسد ويحثه على إيجاد حل لمشكلاته ويحذره بالعواقب القادمة في حال استمرار المشكلة.

ينحدر رامي مخلوف من مدينة القرداحة في ريف اللاذقية من مواليد 10تموز/ يوليو 1969 وهو ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد ويعتبر رجل الأعمال الأول في سورية لامتلاكه شركة المحمول الأولى في سورية (سيرياتيل) وبعض القطاعات من النفط والغاز والخدمات المصرفية وشركات الطيران ووفقاً لوكالات أنباء ورجال أعمال فإنه لا يمكن لأي شخص إن كان سورياً أو عربياً أو أجنبياُ قيامه بأعمال تجارية في سورية دون موافقته ويعرف بالسيد 5 بالمئة نسبةً لطلبه هذه النسبة من الشركات التي تريد الاستثمار في سورية.

ظهر رامي مخلوف في الفيديو الأول في مقطع نادر لأول مرة بعد غياب طويل تحت عنوان (كن مع الله ولا تبالي ) كشف فيه عن استهدافه شخصياً هو وشركاته، وشن هجوماً قوياً على الحكومة السورية بعد فرضها ضرائب على شركة سيرياتيل تجاوزت 200 مليار ليرة سورية وصرح مخلوف بأنها غير محقة لأنها ترجع إلى عقود قديمة وتم حلها بموافقة الطرفين فلم العودة إليها، وظهر كشخص محب يتكلم بنبرة منخفضة جالس على الأرض، خاطب الطائفة العلوية من الطبقة الفقيرة منهم وقال لهم أن هذه الشركات والأموال هي ملكهم وليست له وأكد بأن شركاته هي الداعم الأكبر في سورية وأنها المؤسسة التي توفر أكبر عدد لتوظيف اليد العاملة، وتابع قوله مخاطباً الرئيس السوري أنه يجب عليه هو بنفسه الإشراف على توزيع هذه الأموال على الفقراء وأين وكيف ستوزع ، مضيفاً أنه لن يكون عبئاً عليه مثلما كان في بداية الحرب. وما إن ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالمقطع الأول إلا وظهر في مقطع ثاني بعد 3 أيام تحت عنوان (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين) ولكن في هذه المرة بنبرة جديدة وكلام يحمل الكثير في معانيه بنبرة التحدي لأركان النظام السوري بكشف المستور. 

وبدأ الفيديو بقوله إن وضع البلد صعب جداً وبأنه في حال عدم حل المشكلة سيكون هناك عقاب إلهي والأمر مخيف وذكر أنه لا يستخدم هذه المقاطع من أجل الشهرة وأن الموضوع ليس مزحة وإنما جاء بعد ضغوطات كثيرة وطلبات لم يستطع تلبيتها وذكر بأن قوات الأمن والمخابرات اعتقلت مدراء من شركاته، وذكر مستغرباُ كيف تقوم هذه الأجهزة باعتقال موظفيه وهو من كان الداعم الأكبر لهذه الأجهزة ووجه كلامه للرئيس بشار بقوله إن هذا ظلم ويجب أن لا يحدث مشيراً إلى عدم استغلال السلطة لأعمال في غير مكانها. 

وأكد أن هؤلاء الموظفين الذين تم اعتقالهم هم من الموالون للرئيس السوري بشار الأسد فكيف يتم اعتقالهم بعد ما دفعنا الغالي والنفيس (وهنا يشير إلى الطائفة العلوية التي ضحت بكل شيء مقابل بقائها في السلطة) وتابع حديثه لماذا ندفع كل هذا من أجل الطرف الثاني 

فمن هو الطرف الثاني على حد قوله ولقد أفادت تقارير كثيرة بوجود خلاف بين رامي مخلوف وزوجة الرئيس السوري أسماء الأسد من أجل التنازع على الاقتصاد السوري. 

أثارت هذه المقاطع موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي ووصفت مخلوف بأنه منفصم عن الواقع السوري الحالي وبعضها تساءلت من أين لرامي كل هذه الأموال لولا دعم الرئيس السوري له في بداياته وكان الانتقاد له عربياً فتم انتقاده والشماتة فيه من قبل نجيب ساويرس وهو رجل أعمال وملياردير مصري وذكر ساويرس بأنه بعد أن حصل على رخصة الهواتف المحمولة في سورية عرض رامي مخلوف عليه الشراكة وبعد أن تعلم كيف تدار وتعمل الشركة تخلص من ساويرس مما اضطره إلى رفع قضية على مخلوف في سورية والقضاء السوري حكم لرامي بملكية شركة سيرياتيل مما اضطره إلى الشماتة وكتب عبر تغريدة له إن الله يمهل ولا يهمل. 

رامي مخلوف الذي يتكلم بمئات المليارات ربما لا يدري بأن راتب الموظف السوري لا يتجاوز ال 50 ألف ليرة سورية أي ما يعادل 40 دولار تقريبًا، ولا يعلم بالغلاء الموجود وأن نسبة الفقر المدقع تجاوزت 50 في المئة. ظهر وكأنه الشيخ المحبوب اللطيف الهادئ الذي يلعب على وتر الطائفية ويحرض أبناء الطائفة العلوية للوقوف بجانبه ضد أسماء الأسد. 

والغريب أيضاً هوما تفاجأ به السيد رامي من دور قوى الأمن والمخابرات وتناسى ما فعلوه بالشعب السوري من اعتقال ومداهمات ومجازر وإهانات، تناسى جميع أعمالهم واعتبر فقط ما جرى معه هو ظلم، وكأن ما حدث مع الشعب السوري ليس بظلم. 

وشهدنا تحدي جديد من خلال المقاطع لبشار الأسد فهل الأيام القادمة ستحمل فضيحة لأركان النظام السوري أو ستكون نهاية رامي مخلوف، إما بالقتل أو النفي مثل رفعت الأسد فهذا نوع جديد من الخلافات العلنية لم تعرفه الساحة السورية من قبل، خاصةً في الدائرة المقربة من السلطة. فهل هي بداية النهاية لعائلة الأسد؟؟ أم أن الرئيس السوري يحاول تلميع صورته من خلال القبض على كبار رجال الأعمال وإنهائهم ووصفهم بالفاسدين؟؟

هل سينجو رامي مخلوف أو سيوافق على الضغوطات والتنازل عن الشركات التي هي بنظره جنى عمره خاصةً بعد ظهوره الأخير والتحدي بقوله لا للتنازل؟؟ وهل سيضغط مخلوف على الطائفة العلوية التي تشكل حالياً أهم أدواته؟؟ وهل من الممكن أن تكون دولة عظمى مثل ما يشاع خلف رامي مخلوف تشجعه أو تورطه على كشف المستور؟؟ وأخيراً من سينتصر رامي مخلوف أم أسماء الأسد. ربما الأيام القادمة ستكون أكثر مواجهة بين الطرفين لكن لا يسعنا إلا أن نتأمل بإنهاء هذه العائلة وتخليص الشعب السوري من شرهم وجرائمهم. 

 

 

 

آلاء العابد     

كاتبة سورية    

 




 

                                                                                             

 

Whatsapp