الوباء



 

 ما بال قلبك بالسقام تصدعا 

وشكا لعينك فاستفاضت أدمعا

ما بال صدرك إن تكاثفت الهموم

 فأثقلته بحملها فتوجعا

 ما بال عمرك قد مضى

 يجتر آلام السنين بغصة وتجرعا

 مرت على تلك البلاد كوارث 

وتكالب البغي اللئيم وقطعا

 سبل الحياة وأحرقوا، لم يتركوا

 حتى الهواء فدنسوه، وأفجعا

 نشروا الوباء سمومه وتلاحقت

أوليس فيهم، من يصون ومن رعى

 حق الحياة لكل كبد رطبة

 ولكل غرس قبل أن يتقطعا

 بئس الجناة فما رأوا من حيلة

 منذا يرد الكيد حتى يمنعا 

مالي أرى الأشجار يجثو غصنها

حتى غدا حطباً حريقاً مفزعا

 يا رب عفوك قد أتيتك فاستجب

 قد جئت مكلوم الفؤاد ملوعا

 أدعوك بالشهر الحرام وفي الغداة

 وفي العشي مالي سواك ليرفعا 

عنا بلاء الظالمين وينتقم

 فالشر يحصد ليس غيرك مرجعا

 قد جئت أشكو يا مجيب فلبني

 مالي سواك أيا رحيم ليسمعا

 شكواي قد عاث الطغاة وقتلوا

 بل شتتوا في حقدهم ما أفظعا 

يا رب هب للشام أمناً وافراً

 في ظل عفوك ما ألذ المرتعا

 يا رب في الشهباء جل كوارث

 محن توالتها الخطوب تتابعا 

في أرض سوريا هناك عصابة 

عاثوا فساداً دمروا ما أبشعا 

جاؤوا بشذاذ وألقوا حقدهم

 لم يتركوا سكنى لنا أو جامعا

 يا رب جئتك كي ألوذ برحمة

 يا رب فارحم من أتاك ومن سعى 

لبيك في البيت العتيق منادياً 

وأتاك يلتمس النجاة لتشفعا

 ويل لكل مطفف يكتال ظل

 ما سوف يصلى في السعير ليشبعا 

فجهنم مثوى لكل عصابة 

تطغى على خير العباد لتجمعا

 ويل لمن سرق البلاد وجوعها 

ويل لمن حرق البلاد وروعا.

 

 

كمال قجة
شاعر وكاتب سوري

 

 

Whatsapp