المتغيرات الدولية


 

في ظل انشغال العالم بمعضلة الكورونا، هناك الكثير من المتغيرات في المواقف السياسية الدولية، منها ما هو معلن ومنها ما يتم تداوله في الغرف المغلقة، وكل المؤشرات تقول أن هناك توجه جاد لتغيير آلية تعاطي الدول الكبرى مع القضايا العالقة ومنها المأساة السورية.

ففي السابع عشر من حزيران القادم سيتم تطبيق قانون قيصر والذي ماطل الرئيس ترامب طويلا حتى اضطر إلى توقيعه وتأجيل تنفيذه إلى هذا التاريخ كي يعطي للنظام الأسدي المجرم فرصة للسيطرة على كامل الأراضي المحررة.

وينتظر أن تشمل العقوبات وتطال أشخاصاً ومؤسسات داخل سورية وخارجها وكل من يحاول مساعدة الأسد، ويتم التحضير لها وتجهيزها بحيث تحدث أكبر صدمة سياسية للنظام.

أعتقد أن هناك مساع حقيقية لخنق النظام السوري وإجباره على القبول بالحلول السياسية التي ستنهيه وتطوي حقبة حكم الأسد في سوريا، منها الإنهيار المتزايد في سعر صرف الليرة السورية وستزداد الصعوبات أمام النظام وأمام المواطنين، لكن الإنفجار قادم لا محالة.

وإعلان الجامعة العربية عن فشل الوصول إلى إجماع عربي بإعادة النظام السوري إليها يأتي في هذا السياق رغم تسابق العديد من الدول العربية إلى إعادة مقعد سوريا للنظام السوري.  

وفي أول تعليق أمريكي على الخلاف الحاصل بين بشار الأسد وابن خاله رامي مخلوف قال الممثل الأميركي الخاص إلى سوريا “جيمس جيفري” إن الخلاف القائم بين رامي مخلوف والأسد يكشف الغسيل الوسخ لأسوأ أنظمة القرن، كون الأخير يسيطر على الاقتصاد السوري، مشيراً إلى أن مخلوف قريب جداً من الأسد ولاعب كبير في الطائفة العلوية التي تحكم في سوريا منذ 50 عاماً.

وصحيفة برافدا الأكثر انتشاراً في روسيا تصف ماهر الأسد بالمجرم والقاتل،

وهناك الكثير من الرسائل التي تتسرب من خلال الصحافة الروسية تؤكد أن بشار تحول إلى دمل يجب استئصاله، وموسكو بدأت تعيد ترتيب علاقتها بعائلة الأسد.

منحى جديد في المسار الدولي برز مؤخراً فروسيا والصين تقاطعان لأول مرة منذ بداية الثورة السورية جلسة مجلس الأمن حول سوريا، مما أتاح صدور قرار أممي بتشكيل محكمة خاصة بالجرائم التي حدثت بسوريا، ومحاسبة المتورطين في استخدام الأسلحة الكيميائية.

وتأتي المواقف الدولية المشددة ضد إيران وحزب الله في هذا الاتجاه، فقد تعرض “حزب الله” إلى مواقف محلية ودولية ضاغطة، وما إعلان ألمانيا وبلجيكا حزب الله اللبناني كحزب إرهابي ومداهمة مقراته وإغلاقها إلا خطوة أولى في سلسلة خطوات قادمة متسارعة، كما تستعد باقي الدول الأوربية لتحذو حذوهما.

والمعروف أن حزب الله يعتمد على مخزونه المادي من تهريب المخدرات وتبييض الأموال بالاتفاق والتعاون مع النظام السوري المجرم وتأتي عمليات كشف عمليات تهريب مخدرات كبيرة للنظام ضمن هذا السياق في مصر والسعودية والكويت.

مع ظهور توجه عالمي وتوافق على إخراج إيران وميليشياتها من الأراضي السورية.

أخيراً:

المتغيرات المتلاحقة تستدعي من السوريين إيجاد جسم سياسي بديل وقيادة سياسية موحدة قادرة على إدارة المرحلة المقبلة، مع السعي لإنهاء الفجوة الكبيرة في الاتفاق على انهاء التناحر والسعي للسلطة، لإستعادة حقوق الشعب السوري بالاستحقاقات القادمة، مع إبعاد المعارضة المهترئة التي كان هدفها المناصب والمال.

 

 

صبحي دسوقي

رئيس التحرير

 
 
Whatsapp