العودة إلى الحياة مع الكورونا


 

 

اتفقت غالبية بلدان العالم على استئناف الحياة الطبيعية تدريجياً وبحذر في مدنها، مع وضع خطط للتعايش مع فيروس كورونا المستجد ضمن اجراءات وقائية التي تضمن عدم انتشار الفيروس مع تخفيف إجراءات الإغلاق الشامل في ظل عدم توفر لقاح للوباء حتى الآن مع حديث الخبراء عن إمكانية الانتظار عدة أشهر أخرى لاكتشافه، وسط مخاوف من حصول موجة ثانية من الإصابات بفيروس كورونا.

وفي تركيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا، بدأت معدلات الوفيات والإصابات في التراجع وسماح حكومات تلك البلدان بتخفيف القيود المفروضة على الحركة والتي شملت سابقاً تعطيل كافة الأنشطة الاقتصادية مما كبد اقتصادات أوروبا خسائر فادحة.

قد تكون العودة إلى الحياة في ظل وجود الكورونا أمراً صعباً ويخالف المألوف، لأن الحياة لن تعود إلى طبيعتها وبساطتها بعد انحسار وباء كورونا، قد يعود معظمنا إلى أنشطته المعتادة ولكن الخوف من الإصابة بالفيروس ستظل تلازمنا، وستفقد الحياة بهجتها وانسيابيتها بعد إجبارنا على التقيد بإملاءات، ستغير سلوكنا رغماً عن طبيعتنا.

سُجّل رسميّاً ما يزيد على أربعة ملايين إصابة بفيروس كورونا، وأكثر من ثلاثة أرباعها في أوروبا والولايات المتحدة، ولا تعكس الإحصاءات إلّا جزءاً من العدد الحقيقي للإصابات، إذ إنّ دولاً عدّة لا تجري فحوصاً لكشف الفيروس إلا للحالات الأخطر.

ومما يزيد في تفاقم الركود الاجتماعي في العالم، الغموض حول موعد نهاية هذا الوباء، فالسلطات السياسية والعلمية لا تستطيع أن تضع تقويمًا نهائيًّا أمام الناس حول أي عودة إلى الحياة الطبيعية، لأن الأمر ليس بالسهل، السبيل الآمن بالنسبة للجميع هو حساب الكلفة وعدم التخلي عن التدابير. 

الأيام المقبلة ستكون صعبة، وهي التي ستحدد آلية التعاطي المستقبلي مع الفيروس فإما إعادة فرض الحجر الصحي من جديد أو الاستمرار مع وجود الفيروس والمزيد من الأخطار المحتملة.

 ولكننا ندرك أن العالم اضطر إلى الخلاص من الحجر الصحي لأسباب اقتصادية فقط، والفيروس سيعيش حراً بيننا ويتعايش معنا، حتى الوصول إلى صنع علاج نهائي يخلص البشرية منه.

تركيا تعلن عن تاريخ عودة الحياة الطبيعية:

أكد المسؤولون الأتراك أن عودة الحياة إلى طبيعتها بشكلٍ تدريجي ستكون بعد عيد الفطر، وأثبتت الإجراءات التي اتخذتها السلطات التركية نجاحها في احتواء انتشار الفيروس في البلاد، مع مراعاة تطبيق قواعد النظافة والمسافة الاجتماعية والالتزام بوضع الكمامة.

وقد قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: نجحنا في إيصال الوباء نحو الانحدار أفقياً، ولا يوجد عودة كاملة للحياة الطبيعية القديمة ولن يكون هناك أي إجراء قريب لإلغاء إلزامية لبس الكمامات والمسافة الاجتماعية، لكن هناك تخفيف في الإجراءات، ونسعى من خلال الالتزام بالتدابير على أعلى المستويات لأن تنتقل تركيا عقب عطلة عيد الفطر المبارك إلى الحياة الطبيعية. 

فرنسا:

أعلنت فرنسا عن تخفيف الحجر الصحي وبدء عودة الحياة إلى طبيعتها بدءاً من يوم الاثنين 11/5/2020، مع زيادة حالات الفحص وانتظار النتائج لتحديد آليات العمل القادمة.

اليونان:

أعلنت اليونان عن تخفيف إجراءات الحجر الصحي في البلاد باستثناء مخيمات المهاجرين ومراكز الاستقبال. 

ألمانيا:

أعلنت المستشارة (ميركل) أن ألمانيا تجاوزت المرحلة الأولى من الوباء وطالبت المقاطعات الفدرالية بتخفيف القيود الاجتماعية وعودة الطلبة تدريجياً إلى صفوفهم مع فتح المطاعم والصالات الرياضية ودور العبادة، إلا أن السلطات الألمانية اتفقت على إعادة فرض القيود إذا ارتفع معدّل العدوى إلى أكثر من 50 حالة بين كل 100 ألف من السكان لأسبوع.

بريطانيا:

أعلنت الحكومة البريطانية عن خطة لعودة الحياة إلى طبيعتها في البلاد، وتتضمن الخطة التي أعلنها رئيس الوزراء (جونسون) بعد عودته إلى العمل وتعافيه تماماً من فيروس كورونا، إعادة فتح المدارس وفتح مراكز التسوق التي يتم فيها مراعاة مبدأ التباعد الاجتماعي مع رفع القيود المفروضة على خدمة المواصلات عبر الحافلات والقطارات.

 إيطاليا:

كشفت إيطاليا عن خطة لإعادة مسارات الحياة فيها بعد تراجع معدلات الوفيات إلى أدنى مستوياتها في نحو أسبوعين، وإيطاليا أحد أكثر بلدان العالم تأثراً بالوباء على صعيد الإصابات والوفيات ومركز انتشار الوباء في أوروبا، وتخطط إيطاليا لتطبيق المرحلة الثانية من خطتها في مواجهة الفيروس وهي إنهاء الإغلاق والبدء في عودة الحياة إلى طبيعتها مرة أخرى، في وقت قال فيه رئيس أكبر مؤسسة صحية بالبلاد إن منحنى الإصابات وصل إلى ذروته وبدأ في الهبوط، وتابع: لو تأكد الأمر سيتعين علينا التفكير في المرحلة الثانية والعمل على خفض انتشار المرض، إنها نتيجة يتعين علينا تحقيقها يوماً بعد يوم.

وقال وزير الصحة الإيطالي إن الإجراءات الجديدة التي تخطط الحكومة لها تتضمن زيادة الاختبارات مع تخفيف القيود المفروضة، ولكنه أكد أيضاً على ضرورة وأهمية التباعد الاجتماعي في إطار خطة أكبر للتعايش مع الفيروس.

سويسرا:

أعلن رئيس البنك المركزي السويسري أن فيروس كورونا المستجد يكلف الاقتصاد السويسري نحو 16 مليار يورو شهريًا، وحذر من تضخم الدين العام وتكاليف التأمين ضد البطالة، بالرغم من أن سويسرا لم تفرض العزل الكامل على سكانها لكنها اتخذت عدداً من تدابير الطوارئ من بينها إغلاق المطاعم ومعظم الأنشطة التجارية للحد من تفشي الوباء، وبدأت برفع القيود تدريجياً، ومن المقرر إعادة افتتاح المطاعم والمتاجر والمدارس خلال الأيام المقبلة.
النمسا:

بعد توقف الحياة بها لنحو شهرين سيعاد العمل على فتح أبواب المطاعم والمقاهي وفق قواعد محددة وفي إطار خطة تدريجية لتخفيف القيود التي فرضت على خلفية انتشار الفيروس وشددت المستشارة النمساوية على ضرورة الالتزام بالتباعد الاجتماعي. 

 

 

إشراق

 

Whatsapp