أشواق
بين الحنين وبين جفني موعدٌ
يشتاقه خدّي لكي يسقيهِ
وعلى الربا من ذكرياتي رعشةٌ
تحيا به وتلذُّ إذ تُحييهِ
ما بين ماضٍ لا يؤوبُ وحاضر
تنثال أشواقي وما تُخفيهِ
يا ناهبي نومي على أحلامكم
كم كنت أرجو أن أراكم فيهِ
أقطفتكم كلَّ المنى لإيابكم
وزرعتُ دربكمُ رؤى تاليهِ
سترحلُ موجةُ الطغيان
أتعِبتَ من حَملِ المدى المطعونِ
بين براثنِ الماضي أو الآتي؟
أتعبتَ من عبءِ المدائنِ وهي ثاكلةٌ وصابرةٌ
تلملمُ جرحَها بالهُدبِ أو نارِ الشكاياتِ؟
أتعبتَ من وهم السياسات على وحلِ السياساتِ؟
مرّوا هنا،
كانت خيولُهمُ كما الريحُ تدمّرُ أينما عبروا
وتطحنُ كلَّ من ظهروا ومن جهروا
وراحوا في ظلامِ العهدِ
أو في اللحدِ
واندثروا كما ذكرى العداواتِ
وأنتَ هنا منارُ الشرقِ
أرضٌ بارك اللهُ بها للناس
من مهدِ الحضاراتِ
سترحلُ موجةُ الطغيان
مهما كان
لا يبقى لهم عنوان
إلّا حينما تبحثُ في حُفَرِ النفاياتِ
حلم الحريّة
حلمنا فصار الحلمُ كابوسَنا الأقسى
كأنّ بنا من هول ما نابنا مسّا
رفعنا به أصواتَنا نطلب العلا
فهمّت بنا الدنيا لتوردَنا رِمسا
كأنّا هدمنا كلّ حصنٍ مقدّسٍ
ولم نرعَ عهداً إذ وهبنا له النفسا
تكالبت الدنيا على قتل ثورةٍ
لشعبٍ أبى أن يستكين وأن ينسى
يريد خلاصاً من عصابة حكمه
وقد أفسدوا من حوله العدل والأنسا
مئات ألوفٍ في القبورِ مآلهم
وأمثالهم جرحى ملايينهم تعسى
وآلافهم في القيد ماتوا تعفّناً
وقد حضّر الطاغوت في قهرهم حبسا
وكم لاجئ ضاقت به الأرض خائفاً
وكم نازحٍ قد صار يحترف البؤسا
أيا ربّ قد ضاقت وعدلك واسعٌ
فلا تهملن يا ربّ من فرجٍ يأسا
عبد الغني عون
شاعر سوري