أتمنى لهذا الحب ألا يستمر


 

أتمنى لهذا الحب ألا يستمر

لأنه الحب

سيأخذني من أذنيًّ إلى الأماكن البعيدة

إلى الوقوف لساعات أمام عمارتها

والنوم في العربة تحت شباكها

هل أنا الحارس

أم رجل المخابرات؟؟

 وسأعاتب نفسي وأسالها من أنا؟

سيأخذني هذا الحب لأعراس الغرباء

كي أتأملها

وأحفظ ملامح الذين لمسوا يدها 

وسأغامر لمرة واحدة على الأقل

أن اقترب منها إلى أن يدخل بيننا غريبٌ ما

وسأكتب لها من بعيد أن تنظر إليّ

كي أغادر سعيداً

وسأسأل نفسي مرة أخرى على الباب

لماذا أنا هنا؟

وعرس من هذا؟

سيأخذني هذا الحب إلى الأنهار

وسأفكر لمرة واحدة على الأقل

أن أرمي بنفسي إلى تياراتها تاركاً رسالة

لا أحد سيفهمها غيرها

وسأسأل نفسي مرة أخرى

لماذا أموت هنا؟

سيأخذني الحبّ إلى الغابات 

وسأفكر بالعيش فوق شجرة عالية

وفي الليل سأجرب السقوط

لكنني أخاف أن أموت

هناك أناس أحبهم ولا أحب لهم سماع هذا الخبر

وسأسأل نفسي مجدداً

ماذا أفعل في الغابات وهي في البيت نائمة؟

سيأخذني الحب

إلى متاجر الورد

ومحلات العطور

سأسأل البائعة عن عطر نسائي برائحة الفانيلا

وسيأخذني إلى الشكوك

وسأسأل نفسي عشرات المرات في الليلة

تحبني أم لا تحبني

ثم لماذا لم ترد على اتصالي؟

سيأخذني إلى ثنائية الهلاك

الغيرة والأنانية

ومَنْ هذا الذي يقف في الصورة خلفها

وسألغي موعداً كانت تنتظره

وحدي هذا المساء

سيأخذني إلى ألسنة الشوق

والسهر حتى الصباح

ولمرتين على الأقل

سيتم طردي من العمل

وسينتبه الأصدقاء بأنني أكرر هذه العبارة كثيراً

/ لا شيء /

سيأخذني من الجميع

وأخاف أن أعود إليهم وحدي

وسيأخذني بعيداً عن كل شيء

عن الحقيقة

والحياة الطبيعية

وقد يكون ممتعاً العيش في الخيال

لكنني لمرة واحدة على الاقل

سأدرك أني لا أعيش

وسيأخذني إلى الهوس

لماذا هي سعيدة وأنا حزين؟

سأتذكر كلامها الذي يحمل تفسيرين

تريدني ولا تريدني

وسيأخذني إلى الضياع

ولمرة واحدة في الاسبوع

سأسأل طفلتي ما هو اليوم؟

وسيأخذني إلى البدايات

قد يتركني هناك

وقد يرمي بي في النهايات

وأرى موت الأشياء من حولي

وهذا الحب لا يموت

أرى أطرافي تتركني وساقيًّ ليستا لي

وأرى أني لم أعد أرى

ولمرة واحدة على الأقل

أتمنى أن أموت

وهذا الحب لا يموت.


 

محمد سليمان زادة

شاعر وكاتب سوري

Whatsapp