اتفقت دول العالم على أن وباء كورونا المستجد (كوفيد 19) هو أخطر تهديد للبشرية في العصر الحديث، وأعلنت عجزها عن معالجته والقضاء عليه، واتفقت على خطة واحدة من أجل مواجهته وهي الحجر الصحي، وأرغمت شعوبها على التقيد والالتزام به تحت طائلة المحاسبة القانونية والغرامات المادية الكبيرة لردعهم منالتجاوز.
ورغم إعلانها عجزها عن انتاج دواء يوقف انتشاره ويقضي عليه، ويخلص البشرية منه، فقد اتفقت على إلغاء الحجر الصحي وعودة الحياة إلى طبيعتها مع تحذير البشرية بأن الفيروس لا يزال موجوداً وأن عليهم التكيف معه والقبول بملازمته لهم.
عادت الحياة في الدول الأوروبية ببطء وحذر شديدين إلى طبيعتها بسبب التداعيات الاقتصادية الكارثية، بعد أن شلًالحجر كل مناحي الحياة وخنق السكان في منازلهم وقيد تحركاتهم، مع وجود تهديد معلن بأن الفيروس سيصيب الجميع، ولن ينجو إلا من يمتلك مناعة ذاتية قادرة على تصنيع مضادات للفيروس.
وقد كثرت توصيفات الكورونا، فتارة يطلقون عليه الوباء والجائحة وبعضهم استخدم له توصيف الوباء المصطنع، أو الفيروس الهارب من المختبرات، مثل الإشعاعات التي تسرّبت من مفاعلات نووية وتسببت بكوارث بيئية وإنسانية، وكل من كتب عن الفيروس ببدايته أكد أن العالم على حافة انفجار اجتماعي كبير وأنه أشبه بالكوليرا أو الطاعون الذي سيقضي على البشرية، رغم أن عدد الوفيات لم يتجاوز، أربعمئة ألف شخص في كل أنحاء العالم خلال الخمسة أشهر الماضية.
ما يُخفف الذعر من وباء الكورونا هو أن الوقاية منه متوفّرة ومجانية، وهي البقاء في البيت وعدم الاحتكاك مع الآخرين وترك مسافة تباعد لا تقلّ عن المتر ونصف،هذه الوقاية السهلة تدلّ على عاديّته، وبوجود الناس في بيوتها فإن الخطر يظل بعيداً.
والمثير للتساؤل لماذا انتشرت فيديوهات معدة بفنية عالية تظهر أناساً تنتفض أجسادهم في الشوارع وهم يسعلون ويبصقون الدم ويموتون؟،رغم إعلان الدوائر الصحية في عدد من دول العالم أن مريض الكورونا قبل أن يلقى حتفه، تجتاحه حمى لأربعة أيام على الأقل، ولا يستطيع الحركة ثم لا يستطيع التنفس، فيضطرون لوضعه على جهاز التنفس، فكيف نزل أولئك المصابون رغم الحمى والهذيان وعدم القدرة على الحركة والتنفس، ليموتوا هكذا في الشارع؟
ثم ظهرت فيديوهات من إيطاليا وفرنسا، وكذلك لأطباء عرب في بلدان أجنبية، يؤكدون جدّية هذا الوباء وقسوته وفتكه بالناس، خاصة الكبار منهم في السن والذين يُعانون من أمراض في الرئتين أو القلب، مع تأكيدهم بأن الكورونا هو وباء قاتل، وليس مرضًا عاديًا معديًا.
نظرية أخرى تحدثت عن عمل مشترك، لعلماء يعملون في المختبر الصيني الموجود في (ووهان)، لكي تتخلص الدول من عجائزها الذين يُكلفون خزينة الدول مليارات الدولارات.
وأسئلة محقة تستفسر عن كيفية وصول الوباء إلى أوروبا وأميركا قبل وصوله للعاصمة الصينية بكين؟، وهذا يعني أن الصين تكتّمت على الموضوع لمدة جيدة، وقبل الإفصاح عن الوباء كانت قد أرسلت قنابلها البشرية المحمّلة بالفيروس إلى أنحاء المعمورة!!
وقال عالم الأحياء والفيروسات الفرنسي، الحائز على جائزة نوبل في الطب (لوك مونتانييه)، أن فيروس كورونا الجديد تم تصميمه في مختبر (ووهان) من قبل العلماء الصينيين، ويبدو أن الدول العظمى بشكل خاص، قد حوّلت الوباء من مجرد جائحة معلنة إلى تصفية حسابات سياسية.
الولايات المتحدة الأميركية تريد استرداد خسائرها، وتحقيق الربح على حساب تكتّم الصين على "تصنيع" الوباء، ووفق نظرية المؤامرة هذه أخرجت أميركا ودول أوربية، فواتير خسائرهامطالبة الصين بدفعها.
أصوات كثيرة في أوربا صارت تخاف من التضييق على الحريات وحقوق الإنسان، وهذا ما دفع الفيلسوفة الألمانية (كارولين إيمكه) للقول: إن مجتمعاتنا ستدفع أثماناً باهظة بسبب فيروس كورونا، ومنها الحدّ من حريتنا، ولكن ينبغي علينا أن نطالب حكوماتنا بأن يتم اتخاذ القرارات الصحية بطريقة شفافة، وأن نتأكد من أن القيود مؤقتة حتى لا يتحول الأمر إلى ذريعة للمراقبة والقمع، وبأن الوباء يُغري بمزيد من الاستبداد باستخدام الأدوات الإلكترونية.
هذا الذعر من تقييد الحريات، والذي قد يُبشّر بعالم أسوأ، نبّه إليه كذلك الفيلسوف الألماني الشهير (يورغن هابرماس)؛ إذ وجد أن تقييد عدد كبير من حقوق الحرية يجب أن يظل مرتبًا لمدة محدودة جدًا، وعدم استغلاله لغايات سياسية.
بينما رأى الفيلسوف الفرنسي (ميشيل أونفري)حالة العجز الذي تعانيه أوروبا والعالم المتقدم، فرأى أن الوحدة الأوروبية ذاهبة للانهيار، وبأن أوروبا أصبحت العالم الثالث الجديد!
أدباء ومثقفون وفلاسفة يتمنون عالمًا إنسانيًا أفضل، ويحذرون من قدوم عالم أسوأ، بينما السياسيون يكتبون فواتيرهم التي ستذهب بالعالم إلى الأسوأ لا محالة، وبالمحصلة الجمهور الذي تطبق عليه الإجراءات الجبريّة لا بدّ أن يتظاهر ضد فقد الحريّات.
وتبقى هناك مجموعة من الأسئلة الهامة التي ننتظر الإجابة عليها في الأيام المقبلة.
أخيراً:
قد تأتي الإجابات على هذه الأسئلة من حادثة خروج الرئيس الأمريكي ترامب مع عدد من المسؤولين وإلقائه خطاباً أمام البيت الأبيض يتوعد فيه المتظاهرين ضد العنصرية، دون أن يضع هو أو من الحاضرين كمامة طبية...؟؟!!، والالتزام بالتباعد، وكذلك فعل كل المتظاهرين على خلفية الجريمة العنصرية التي وقعت تحت تمثال الحرية، وأدت إلى قتل الزنجي (جورج فلويد) تحت أقدام شرطي أمريكي، والذي صرخ قبل موته: