جيش حر أم بلا قيود


لا يكاد يخلو أسبوع على أهلنا في الشمال السوري من انتهاك بحقهم، فلا جبهات تذكر مع النظام بل تركزت كل جبهات الجيش الحر بين قوسين كبيرين إما مع السكان الأصليين أو النازحين هربًا من نيران الأسد وعصاباته وفي أحيان أيضًا بين بعضهم البعض، بلا حسيب ولا رقيب. وكيف يكون حسيبًا ورقيبًا عليهم من يعين في القضاء بجرة قلم.

عن الانتهاكات الكثيرة والتي بلغت حدًا لا يطاق توجهنا إلى بعض الأهالي في الشمال السوري نسألهم: يقول أبو عادل وهو من مهجري الغوطة الشرقية ويسكن حاليًا مدينة عفرين، أنه وخلال توزيع سلل غذائية على المهجرين الجدد من ريفي حلب وإدلب  في رمضان  بالتحديد في يوم 21 أيار مع فريق "يلا شباب" التطوعي، وإذ بأحد حواجز فصيل السلطان مراد يطلب مني إعطاءه وجبة غذائية وبصيغة التهديد، ولما رفضت إعطاءه انهال علي بالشتائم وأمر بقية عناصر الحاجز باعتقالنا، وسحب سكينة وضربني في عضلة يدي اليسرى مما أدى لنزف شديد فهرب عناصر الحاجز واسعفني بعض المتواجدين في مكان الحادثة إلى المشفى.

ويذكر مهجر آخر من الغوطة الشرقية في العقد السادس من عمره صاحب سوبر ماركت الدمشقي أنه يعاني من تسلطهم منذ سنتين فهم بشكل دائم يستدينون منه حتى وصل أحيانًا مبلغ الدين للمليون ليرة سورية ولا نحصل على رد الدين إلا بعد طول عذاب ومفاوضات ودخول وساطات من قبل فصائل الغوطة ليتم رد الدين. بعد ذلك قررت أن لا أعطيهم أي شيء إلا نقدًا لكنهم بعد هذا القرار سلطوا على السوبر ماركت شبيحتهم وأصبحوا يأخذون ما يحتاجون ويدفعون نصف الثمن وأحيانًا لا يدفعون أبدأ ويهددون أنهم سيدوسون على شيبتي إذا تحدثت بأي حرف، وأنا بصراحة أخاف من الشكوى عليهم لخوفي من أن يؤذوا أبنائي.

أما بخصوص الحادثة الأخيرة حيث قدم أحدهم إلى السوبر ماركت يريد شراء عبوة زيت بالدين وكان ابني موجود في المحل فرفض أن يعطيهم بالدين بحجة عدم وجودي، فأصبح هذا العنصر يكيل مختلف ألوان الشتائم إلى ولدي وحصل شجار بين العنصر وولدي وإذ بمؤازرة مؤلفة من خمسة عناصر من مقر أحمد زكور التابع لفصيل الحمزات بأسلحتهم  وهم ( زكور جنيد ويحمل بيده قنبلة إضافة إلى سلاحه، وعبد الله رستم ومصطفى رستم  إضافة إلى رامي وأبو بكر)  تقتحم السوبر ماركت وكان المتواجدين في السوبر ماركت في ذلك الحين 11 شخصًا ابني إضافة إلى 3 عمال و 7 زبائن  وهدد زكور أنه يريد تفجير السوبرماركت، ثم أخرج أحدهم قنبلته وألقاها على وجه ابني في السوبر ماركت، لكن ولله الحمد أنها اصطدمت بوجه ابني وتوجهت إلى ما بين الفريزر والحائط وانفجرت هناك مؤدية إلى أضرار مادية وأضرار بشرية خفيفة حيث جرح بعض الزبائن، ثم بدأوا بإطلاق نار عشوائي في الشارع أمام السوبر ماركت، مما أدى إلى إصابة أحد الأطفال المارين، وحاولوا اعتقال ابني مع العمال لكنهم هربوا.

وإجابة على سؤالي هل تتعامل كل الفصائل في منطقة عفرين بنفس الطريقة؟ فقال:

نعم كل الفصائل تتعامل بنفس الطريقة مع العلم أنه من فترة سنتين أي تاريخ خروجنا من الغوطة إلى الآن تم حدوث أكثر من 45 حالة اعتداء على المدنيين من قبل الفصائل في المنطقة التي أقطن فيها فقط.

ولدى سؤالهم حول تقديم شكوى حول هذه الانتهاكات أجابوا بأن الشكوى تضر ولا تنفع،

أما عن الانتهاكات بحق الإخوة الأكراد فهي بالتأكيد مضاعفة لأنه بمجرد أن أعترض على على تصرفات بعد الحواجز أو الفصائل فتهمة (ب ك ك) جاهزة لتجعله يختفي وراء الشمس.

لكن صدمتي كانت مختلفة عندما قابلت أحد قادة فصيل السلطان مراد متسائلاً عن هذه التصرفات التي تشبه تصرفات قطاع الطرق.  وأجاب أن راتب العسكري ضعيف جدًا ولا يسد رمقه. وأخيرًا لن يكون هناك أي حل لهذه الأزمة القديمة والمتجددة باستمرار إلا بإخراج مظاهر التسلح من المدن أولًا واستقلال القضاء عن هيمنة الفصائل العسكرية ثانيًا. 

 

 

 أحمد طه 

كاتب سوري

 

Whatsapp