بالأمسِ احترقتُ


بالأمسِ احترقتُ

ولم يبقَ مني سوى ثلاث أصابع

أَشرتُ إلى الجاني 

فضحكَ الماءُ

 

بالأمسِ اختفيتُ

مساءً أثناء بحثي عن بيتي بين المقابر

فأفزعتُ الموتى 

وحارسَ المقبرة

والليل

كنتُ على وشكِ التحليق

لولا الفراشةُ التي مدّتْ جناحيها 

وَغطتْ سمائيَ رُخاماً 

 

بالأمسِ سقطتُ

كطفلٍ تعلم المشي متأخراً

كحبة تين يابس

كوطن

حاولتُ النهوضَ فتبخرتْ قدماي

صارتا سُحُباً

 

بالأمسِ غرقتُ

حاولتُ السباحةَ 

فتحولَ الماءُ في حلقي رملاً

والأسماكُ حجراً

فَمتُّ.

 

محمد حذيفة العثمان

شاعر سوري

 

 

Whatsapp