الفراغ وحيدٌ أيضا
تأتيه كما البشر
نوباتُ كآبةٍ
فيكره جلده الفضفاض كمعطف الشحّاذين
يعاود جلوَ ملعقة أدمنت حافّة صحن وحيد
يتسلّى بمعرفة الوجوه في الصّور المقلوبة
على قفاها فوق الطاولة
مع أنه يعرف أن لا أحد
وما هذا الصوت المخشخش وراء العتبة
غير حديث الجرائد الضجرة في الأكياس
فيلبس الحذاء مقلوباً
ويتعثّر بآخر مثلث في سجّادة الغبار
ويخرج
يترك الباب موارباً
ثمّ يدخل منه إليه
له حلم يقظته الخاص كأنْ
تتمطّى قطّةٌ على جلد خروف قرب المدفأة
تتبادل كتبٌ السّباب على الرفّ
تدور طاسٌ على نفسها
من غنائه الطّروب في الحمام
هنا، الفراغ وحيد أيضاً
يلقي عنقاً معوجّة على طرف الكرسيّ
ويأخذ بالشخير
الشمعة الكهلة
تحكّ بالضوء ما تحت إبطيه الخشنتين
وهو مازال منكمشاً على فراغه
في المكان ذاته
ولا يحسّ بشيء
إلا حين تخلع الغرفة بعضاً من ورق جدرانها
وتغطّي خصره المكشوف على برد قارس
يدخل إلى أوصاله
من هناك
من ثقب قفل الباب.
سلام حلوم
شاعر سوري