في غمرة الموت الذي يلاحقنا بكل الأسلحة الذكية منها والغبية يطغى الحديث بغمز ولمز عن سيف حمله إمام مسجد (آيا صوفيا)، حديث يغمز من قناة عقائدنا وتاريخنا وديننا ليترك جرحاً في موضع الوجدان ...!
سيف أحلناه للتقاعد، إلّا من مهام الرقص، أو زينة جدران القصور وزوايا المتاحف…!
-بل حملناه مرصّعاً بالذهب والفضة مدفوناً بكفن مخملي أحمر، هدية لمن شرب نخب دمائنا وما ارتوى …!
----
لا نفـعَ للســيفِ إنْ ماتَتْ بنــا الهِممُ
ولا يليـــقُ بــــه عبــدٌ ولا صنـــمُ
ولا جــدارٌ لقصـــــرٍ باتَ يحملـُـــه
ولا متاحفُ من قادوا ومن حكموا
السيفُ يبكـــي رجـالاً للعُلا رفعـوا
ذاك الوميض فما خانوا ولا ظلموا
مــا كنت أهلاً لــه حتى تلـــوذَ به
ذاك الدمشـــقيُّ بتّــارٌ ومصـطَلِـمُ
خلِّ الســـيوفَ لأهــل العـزّ راكعــة
فقـد رقيـــتَ مكانــاً دونــه النــدم
أقرمطي وتبغي مجد من خضعت
لهم جحافل أهل الأرض يا قــزم.!؟
***
لا خيــلَ تَعـدو ولا بيــداءَ تعرِفُنـا
ولا سـيوفاً لهــا من وقعــهـــا ثُلَـمُ
ولا رماحـــاً تعالــــتْ في مرابعِنــا
ولا قراطيســنَا يهفـــو لهــا القلــمُ
وليلنـــا تســكنُ الأوجــاع ُ أوّلـــه
ويســتبيحُ ثنــايا جوفِـــه الســقمُ
غُلْفُ القلوبِ وقد ضاعت مداركنا
عُمْـيٌ يعشـــش في آذاننـــا صمـمُ
***
يا سـائلي عن بلادِ العُــرب قاطبــة
إليـك عنّــي فقـــد أعيانِيَ الكلــم
كلُّ الوحوش بأرضِ الشامِ مَرتعُهــا
جاسَ الديارَ كلابُ الروسِ والعجمُ
وقد رأينــا نيوباً قطّعــتْ جســداً
وأقســم القوم أنّ الليث يبتســمُ
ونحمــلُ الحقد فيما بيننا عجبــاً
وندّعــي أنّنـــا باللــه نعتـصــــم
مـا جمّعتنــــا جــراحٌ جِــدُّ نازفــة
ولا دمــار ولا مــوت ولا حمــم
ولا ارعوينا وقد ســاءت صنائعنا
فلا رشيدٌ ولا في القوم معتصمُ..!
خالد دعبول
شاعر وكاتب سوري