ما حدث في بيروت تفجير أم انفجار؟


 

 ما جرى في بيروت تفجير أم انفجار؟ وماهي المواد التي يحتويها المستودع وما كميتها؟! وأين الدولة مما جرى؟! وهل تملك السيطرة على الميناء وهي صاحبة القرار فيه وتملك السلطة الكاملة عليه؟ أم أن هذا الميناء كما كل لبنان مرتهنًا لحزب الله وبالتالي لإيران ولطائفة معينة تجر لبنان والمنطقة إلى مستنقع من الدماء وهو ما أثبتته التدخلات هنا وهناك من سورية إلى العراق واليمن. إن المتتبع للأحداث ولما يجري على الساحة في منطقتنا العربية وما تفعله إيران وصنيعتها الطائفية حزب الله والميليشيات الأخرى لا يمكن أن يصدق أن تفجير بيروت بعيد عن هذا الحزب أو أنه سبب مباشر فيه لأنه جر على لبنان الكثير من الويلات والحروب التي أدت إلى دمار هذا البلد في كل مرة ولبنان يدفع ثمن سيطرة هذا الحزب والدولة التي أقامها داخل الدولة.

بالعودة إلى التفجير وإلى قصة تواجد نترات الأمونيوم في الميناء منذ عام 2013 م وكيف وصلت هذه الشحنة إلى بيروت ولماذا خزنت لمدة ست سنوات بطريقة غير آمنة فيه كما 

قال ميشيل عون: (إن 2750 طناً من نترات الأمونيوم كانت مخزنة بطريقة غير آمنة في مستودع لنحو ست سنوات).

كما أشار مدير الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم إلى أن (حاوية تضم هذه المادة الكيميائية سبق مصادرتها وخزنها في مخزن في المرفأ منذ سنوات).

تقول السلطات اللبنانية إن الانفجار الذي هز بيروت وقُتل فيه حوالي 180 شخصاً والعدد قابل للزيادة نظرًا لأن عدد الجرحى هو أكثر من 4000، وقع في مخزن بمرفأ بيروت كان به المخزون الكبير من مادة نترات الأمونيوم.

أوضح مدير الجمارك في لبنان، بدري ضاهر، أن الحاوية كانت محتجزة بأمر قضائي بناء على دعوى خاصة إثر خلاف بين المستورد والشركة الناقلة.

وكانت السفينة - واسمها روسوس - قد أبحرت من ميناء باطومي في جورجيا في أواخر أيلول/ سبتمبر من عام 2013. وقد كانت وجهتها على ما يبدو ميناء بيرا في موزامبيق، وقد تم احتجازها في بيروت لأسباب فنية ولعدم دفع رسوم مالية ولم تتعامل السلطات معها بطريقة فنية جيدة كما أنها وبعد مصادرتها لم تقم ببيع حمولتها بالمزاد العلني لتسديد ما عليها من رسوم ولم توزع الأسمدة على المزارعين اللبنانيين لاستخدامها كما أنها لم تعد شحنها إلى موزامبيق حيث وجهتها الأساسية كما يقال وذلك وفق بوليصة الشحن. علمًا بأن السفينة قد غرقت في الميناء نتيجة تهالكها وتسرب المياه إليها وتخلي مالكها عنها منذ عام 2018م كما أن طاقمها كان قد غادرها منذ عام 2014م. فمن المسؤول عما حدث ولماذا كل هذا التهاون في التعامل معها ثم إن نترات الامونيوم كسماد لا ينفجر لوحده إلا بعد معالجته وتحويله إلى مادة متفجرة أو تعرضه لمؤثرات جانبية تؤدي إلى الانفجار، وهذا ما أكده الباحث السويدي أوستمارك في تصريح له حول ما جرى في ميناء بيروت عندما قال (لا يمكن لنترات الأمونيوم أن تنفجر لوحدها فهي ملح مصنوع من اﻷمونيا وحمض النتريك وتستخدم كأسمدة ويمكن استعمالها كمواد متفجرة بعد معالجتها مع مواد أخرى).

ومن الجدير ذكره أن الانفجار الذي حصل لا يتناسب مع حجم الكميات المخزنة في الميناء كما صرح بذلك الخبير الروسي موراخوفسكي بقوله لل RT العربية: (يمكن القول بشكل لا لبس فيه إن نترات الأمونيوم انفجرت، انطلاقاً من طبيعة الانفجار وتصريحات المسؤولين اللبنانيين. هذا مدهش. أولاً، فيما يتعلق بالحرائق والانفجارات، من حيث الامتثال لمعايير السلامة. لقد تجلى الاستهتار اللبناني بدرجة تفوق الحدود؛ وثانياً، هذا مدهش كذلك، من حيث حجم نترات الأمونيوم المتفجرة. يجب وعي أنه لو انفجر مثل هذا الحجم من هذه المادة، لكان الدمار أكبر بعشر مرات. عندما صادروا الشحنة قبل بضع سنوات وقاموا بتخزينها، ربما كانت تلك الكمية موجودة في الميناء. لكن، على الرغم من ذلك، أفترض أن نصيب الأسد من نترات الأمونيوم على مدى السنوات الماضية قد سُرق بكل بساطة. والخلاصة: نترات الأمونيوم، لا ينفجر "من تلقاء نفسه"، يجب "تفجيره" بشيء ما يجب أن يكون هناك عامل محرض).

كل ما سبق ألا يدعونا إلى التساؤل هل كان تفجيراً أم انفجارًا؟! وما علاقة البوابة رقم 8 التي يسيطر عليها حزب الله به؟ ثم لماذا هذا التخبط في تصريحات القادة اللبنانيين؟ وما علاقة البراميل المتفجرة التي رميت على السوريين بالكميات المسروقة من الأمونيوم المخزن في الميناء؟ خصوصاً أن هناك أحاديث تؤكد سرقة الكثير من هذه المادة عبر البوابة التي يسيطر عليها حزب الله كما أن عدم التعامل مع الأمونيوم وتناقض تصريحات السلطات المباشرة في ميناء بيروت حيث صرح مدير الميناء حسن قريطم :(بأن التفجير ناتج عن مفرقعات ثم بعد ذلك وعندما كشف الأمر تحدث عن وجود الأمونيوم في المستودع رقم 12 وأنه طالب بإزالته بكتب رسمية).

إن هذه التناقضات وهذا التخبط والتزام الحاكم الحقيقي للبنان حزب الله الصمت حيال الذي جرى يجعلنا نتساءل عن وجود الدولة في لبنان وهل هي من تحكم البلد فعليًا وهل هي على دراية بما يجري على أراضيها؟ 

لا نعتقد ذلك ونستطيع أن نستخلص مما جرى أنه تم بفعل فاعل وأن كمية الأمونيوم التي تفجرت هي أقل بكثير جداً من الكمية المصادرة وأنها استخدمت في تفجيرات المنطقة هنا وهناك تحت رعاية حزب الله وإيران بغياب تام للدولة اللبنانية وقد تم التفجير للتعتيم والتغطية على اختفاء كميات الأمونيوم وذهب ضحية ذلك العمال البسطاء من لبنانيين وسوريين لا قيمة لهم عند الحزب فهم جزء بسيط مما قتلته ماكينته الإجرامية مع النظام السوري برعاية إيران في سوريا والعراق واليمن ولبنان.

لعل المستقبل يكشف هذه الحقائق للناس خاصة إذا استطاعت لجنة تحقيق محايدة القيام بتحقيق غير مسيس وليس على طريقة محكمة الحريري. خلاصة القول إن ما جرى هو تفجير فكل الدلائل العلمية والحسية والمادية وملابسات ما جرى تدل على ذلك فهل سنحصل على الإجابة؟؟ 

 

 

صفا عبد التركي

كاتبة سورية

 

 

Whatsapp