كان رجلا مختلفاً


 

 

ستمضين أيتها الغالية

وستلتقين الكثير من القلوب

في طريقكِ

البيضاء منها

والشفافة منها

والوفية والرقيقة

والقاسية منها في بعض الأحيان

لكن شيئاً ما سيهمس فيكِ دوماً

أن قلبه كان مختلفاً

 ---

ستصافحين الكثير من الأيدي

الدافئة منها

والناعمة منها

والواثقة والقوية

والباردة منها في بعض الأحيان

لكن شيئاً ما سيربت على كتفكِ

أن يده كانت مختلفة

---

وستستمعين للكثير من الكلام

الجميل منه

والمديح منه والمبالغ

والعذب والفريد والجذاب

والمكرر منه أحياناً

لكن أحداً ما سيهمس في أذنيكِ

أن كلامه كان مختلفاً

---

وستلتقطين الكثير من الصور

في المناسبات والأعياد

وفي عشرات الوضعيات

سيظهر خلفك أناس فرحون

منهم من يرقص

ومنهم من يعانق إحداهن

ومنهم من يقطع الحلوى وعيناه عليكِ

ومنهم من يشير إلى مقعدكِ

ومنهم من يتجاهلكِ مقهوراً

لكنكِ دائماً ستشعرين

بأن الصورة ناقصة

وبأنه كان مختلفاً

---

ستمضين

كما مضت الأيام من قبلكِ

وستستمعين للأغاني ذاتها

الحزينة منها

والمفرحة منها

والأغاني التي تدعو للرقص

لكنكِ ستظلين جالسة

لأن الأغاني ذاتها كانت

يوماً ما مختلفة

---

ستمضين

كما مضت كل اللحظات

السعيدة منها

والقاسية منها

والتي حملت كثافة كل العمر

وخلاصته في نظرة

وستقولين لنفسكِ

كان مختلفاً في كل نظراته

----

ستمضين كما مضى كل شيء جميل

وستمارسين حياتكِ من دونه

الرياضة الصباحية

والقهوة في السرير

ومراودة دور السينما كل يوم جمعة

وأحياناً ستلقين نظرة سريعة

على المقعد الفارغ بجانبكِ

ستدهشك النهايات في الأفلام

الرومانسية منها

والحزينة منها

والأسطورية والخرافية

لكنكِ دائماً ستغادرين

بدمعة

وروحكِ تؤكد لكِ أكثر

أنه كان مختلفاً

حتى وهو يضع النهايات.

 

 

محمد سليمان زادة

كاتب وصحفي سوري

Whatsapp