الذين لم يستطيعوا أن يفرحوا لأجل الوطن


متى يُعرف الصديقُ الحقيقي؟ ربما تقولون: في اليوم الحالك المظلم."ذاك الذي يسارع للمساعدة في اليوم الصعب."

قطعا ،إنك ستجدُ الصديق الحقيقي في يوم الضيق؛ فإن لم تجده - إلى جانبك-في ذلك اليوم؛ فلا تنظر لوجهه ثانية !!

بيدأن هذا الضيق- الذي أنت فيه- لنيمنحك فرصة للتمييز بين صديقك وعدوك؛ لا لأن الوضع الذي أنت فيه مناسب لفهم ذلك؛ ولا لأن كلَّ الراكضين إليك قد هبوا من أجل الصداقة.

الصديق الحقيقي هو الذي يمكن أن يكون سعيدا –معك- في يومك السعيد. هو الذي مراده من مرادك؛يسعد لك كما يسعد لنفسه. و يستطيع أن يشاركك فرحتك- من أعماقه-أكثر من بكائه معك في ألمك أو مصيبتك.

لقد كشفت البشارة التي سيقدمها-اليوم - الرئيس (رجب طيب أردوغان)أولئك الذين لا يستطيعون أن يفرحوا من أجل أوطانهم-حتى لو لم يكونوا على علم بما سيقوله. مع أن القضية لا تتعلق بموضوع القلة أو الكثرة. ولكنْ، إن لم نستطع أن نسعد - جميعا-بكل ما فيه خير لوطننا؛ فإن ذلك يعني: أنه لا يمكن تخيل مستقبل يجمعنا- معا - على هذا التراب.

نحن نقول: "إذا كان لي من شيء؛ فليكن له منه أكثر، والعقبىله"؛ هذه هي الخميرة الأناضولية، هذا هو المنبت الأناضولي؛ فإذا هلَّت علينا البركات سعدنا- لهذا - جميعا.

وحينما يتم اكتشاف أي ثروة- تحت أي بقعةمنبقاع تركيا- فإنَّ ذلك يكون نعمة لكل مواطن تركي، وتكون تلك بشارة سعيدة لكل من كابدوا مرارة العيش في هذه البلاد.

وإذا كانت الاختلافات الإيديولوجية ،والمنافسات السياسية تجعلك غير سعيد حتى مع الأخبار السعيدة السارة لبلدك؛ فإن اسمها- حينئذٍ- لن يكون الاختلاف السياسي –الأيديولوجي، بل الخصومة والعداء.

بادئ ذي بدء؛إن أولئك الذين لا يفرحون بما سيجلب الغنى للبلاد، بل وربما سيرفع مستوى رفاهية الشعب ،و يجعلنا أكثر قوة وصلابة في وجه التحديات التي تواجهنا. أولئك الذين لا يفرحون بالتنمية التي تحولنا من دولة معتمدة على الطاقة إلى دولة مستقلة في سياستها الخارجية، وتصرفاتها،وتزيد من قدراتنا على التحرك والمواجهة-مستفيدين من هذا التطور -هم أناس يتصفون بالصفاقة وعدم الإنصاف.

الصفاقة -بشكل عام -أن تكون مائدتكقد أُعدَّتعلى أكملوجهبلانقائص،ومع ذلك لا تستطيعأنْ تبتلع بضع لقيمات؛ أو أنْ تكون تسبحفيالغنى؛و لكنَّكلا تستطيعأن تدفعزكاة مالك،أو أن يكون لكعشرمن الأولاد،ولاتجدواحداً- منهم -. يطرق بابك

الصفاقة أن تفقد القدرة على الشكر...

نسال الله- تعالى-أن تكون هذه البشارة سببا في رسم البسمة على وجه هذا الوطن، وأن تكون هذه البشارة كفارة، تمسح المصاعب التي عاشتها بلادنا طوال هذه السنوات، وأن تكون بوابة خير لغدٍ مزدهر،وأن ينالأولئكالعاملون،والمتصبِّبون عرقا ، والمنطلقون- بتلك الرؤيةوهذه النية - أجرهمكاملا.

من الصفاقة- بينما الأمركذلك -أن تجد البعضيقول:"الم يبق أمام تركيا العظيمة من أمل إلاَّ العثور على النفط؟!"

الإنسان يأسف على هذه الصفاقة (عدم الإنصاف)

ألا تستطيع عيونكمأن ترى أيَّ شيءٍ جميل؟

ألهذا الحد أنت عاجز عن الأمل والدعوة الى الخير ياأخي؟

 وبينما العالم كله- بمافي ذلك الصحافة العالمية -تنتظر إلى هذا الخبر- باعتباره خبراً مهما- وتتركب قائلة:"بشارة الجمعة"؛تراهم يرددون بصورة سوداوية " ليس المهم إيجاد الغاز"؛ ويضيفون:" دعونا نرى كم هي عميقة...متذرعين بأن تكلفتها باهظة الثمن؛فلا معنى لها في المستقبل "... !!

الذين لا يستطيعون أن يشاركوا الأمة فرحتها هم- أصلا – لا يشعرون أنهمجزءٌ من هذه الأمة.

 هذاهو نصيب أيضا...!!

 في حين أنأهمَّ رأس مال تركيا ليسفي الثروةالمعدنيةالتي تحت الأرض ولافي مصادر الطاقة فوقها.

العزيمة ان تنشأ شيئا من الصفر،وأن تبقى على قيد الحياة وتبني المستقبل رغم العدم !!.لم يكن لدينا نفط، ولا غاز طبيعي حتى اليوم، لكننا حققنا الكثير من خلال حشد طاقاتنا وامكانياتنا المتاحة - من أجل بلادنا - عبر نجاحات كثيرة.

نعم ، الحزن يتضاءل مع مشاركته، أما السعادة والفرح فيكثران ويزيدان بالمشاركة....

وإذا كنا لا نسعد بالإنجازات، والتطورات التي تحققهاتركيا؛ فلا شك أن في ذلك مشكلة خطيرة جدا.

 

إذا لم نستطع أن نكون سعداء بصدق، من خلال تنحية وجهات نظرنا السياسية،وحزبياتنا، وهوياتنا ،وأي انتماء آخر لنا،فإنَّ الأمة ستحاسبنا، ونحن لن نفهمذلك..

الصفاقة هي هذا بعينه،حتى إنهم قد يحاسبوننا ونحن لا ندرك ذلك...

Whatsapp