قصة نجاح سوري في تركيا 2 توثيق جرائم النظام السوري 


 

منذ بدء الثورة السورية عام 2011 التي نادت بالحرية والكرامة، واجهها النظام السوري المجرم بالقمع والقتل والضرب والاختطاف والاعتقال والتعذيب، مستخدماً كل أسلحته القاتلة بما فيها الأسلحة التدميرية من براميل متفجرة وأسلحة كيميائية، والتي تمده بها دوماً دول العالم ليكمل بها مهمته بتدمير قدرات سوريا وتدمير المدن والبلدات الثائرة وقتل المدنيين تنفيذاً لسياسة التغيير الديموغرافي في سوريا المتفق عليه عالمياً.

وُجهت للنظام السوري اتهامات عدة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وانتهاك حقوق الإنسان، مثل التعذيب والإعدامات، لكنها لم تصل إلى مرحلة مقاضاة ومحاسبة حقيقية للنظام الأسدي، وهذا ما دفعه للاستمرار بوحشيته لأنه يدرك أنه بحماية إسرائيل وأمريكا وروسيا وإيران.

وقد صنّفت الأمم المتّحدة (30 آب اليوم العالمي للاختفاء القسريّ)، الذي أصبح مشكلةً عالميّة وليس حكراً على مجتمع أو منطقة بعينها.

بالرغم من أن العالم يشهد على استمرار مرتكبو أعمال القتل ومرتكبو المجازر ومسببو الاختفاء القسري في الإفلات من العقاب على نطاق واسع.

ويبلغ عدد المغيّبين قسرياً في سوريا نحو 100 ألف مدنيّ بين معتقل ومفقود بحسب بيان صادر عن السفارة الأميركيّة في دمشق والتي اعتبرت انّ النظام السوريّ هو المسؤول عن المختفين، بالإضافة إلى وجود أكثر من (200) ألف يتيم تحت سن 18، و(200) ألف شخص من معاقي الحرب وذوي الاحتياجات الخاصة و(45) ألف امرأة أرملة من غير معيل وعدد الأطفال المشردين يقارب مليون واربعمئة ألف طفل، في شمال غرب سوريا.

ففي عام 2013، تمكن مصور سابق في الشرطة العسكرية السورية من مغادرة سوريا حاملا معه 55 ألف صورة توثق التعذيب والانتهاكات في سجون النظام السوري بين العامين 2011 و2013، وكان الدافع لإقرار "قانون قيصر" في من قبل أمريكا عام 2019، والذي دخل حيز التنفيذ عام 2020، ويفرض عقوبات مشددة على النظام السوري، لكنه أثبت أنه قانون خلبي فقبل صدور قانون قيصر كان الدولار ٣٠٠٠ ل س، وبعد تطبيقه وصل الدولار إلى ١٣٠٠ ل س، وهذا يشير بجلاء أن القانون صوري، في ظاهره معاقبة النظام الأسدي، وفي حقيقته مد النظام بجرعات جديدة تمكنه من الاستمرار بالقتل والتدمير، تزامناً مع جوع وفاقة لمن تبقى من المدنيين في مناطق سيطرته يعانون من فقدان أبسط الأشياء التي تمكنهم من الاستمرار بالحياة من ماء وكهرباء وغاز وبنزين وخبز. 

من المهم توثيق جرائم النظام كلها وبأدق التفاصيل، وتوثيق أسماء مجرمو حرب نظام الأسد ومجازرهم المرتكبة كي تبقى دليلا للأجيال المقبلة على دناءة العالم الذي يدعي الحضارة والتمدن ويدعم الطغاة القتلة.

قصة نجاح (تامر تركماني) في تركيا 

أعلن الناشط الثوري (تامر تركماني) عن انتهائه من أرشفة مليون و850 ألف فيديو، من قنوات الثورة السورية على اليوتيوب.

وأوضح أنه قام بتحميل أكثر من 3200 قناة يوتيوب مختصة بنشر فيديوهات الثورة السورية، مشيراً إلى أن العدد بتزايد مستمر كونه دائم البحث إضافة لأرشفته وجمعه آلاف الصور للشهداء وآلاف المجلات والصحف الخاصة بالثورة، مؤكداً أن ما تم توثيقه وأرشفته ليس ملكاً له وإنما ملك للشعب السوري الحر بأكمله.

هو ابن الـ 28 عاماً، ابن مدينة حمص التي غادرها مرغماً في العام 2012 بعدما اخترق رصاص قناص رأسه فيما كان يقوم بتصوير المظاهرات ضد النظام.

نزح تركماني إلى الأردن ومنها إلى تركيا حيث يعيش حالياً، لقبه الثوار بموثق شهداء الثورة السورية، رحلته مع التوثيق بدأت في العام 2014 بعدما بدأ النظام السوري يستخدم البراميل المتفجرة بشكل كبير في إدلب.

وقال (تركماني): بدأت بتوثيق شهداء الثورة السورية منذ شهر حزيران 2014،  عندما قمت بصنع لوحة طولها 170 متراً تحتوي على 50 ألف صورة شهيد للثورة قتلهم النظام السوري، ومن هنا بدأت مشوار التوثيق، حيث قمت بأرشفة ما يزيد عن 1,850,000 فيديو للثورة السورية كما قمت بأرشفة 370 كتاب صدروا منذ بداية الثورة السورية مع كتابة نبذة عن كل كتاب وصورة عنه وملف لقراءة الكتاب، إضافة لأرشفة أكثر من 11,500 مجلة وصحيفة ومطوية خاصة بالثورة السورية كانوا قد صدروا منذ بداية الثورة وتوقف عدد كبير منهم في وقت سابق، بسبب انقطاع الدعم.

وعن المشاريع الحالية التي يعمل عليها، قال تركماني: أقوم الآن بإنشاء موقع إلكتروني شامل قمت بتسميته (أرشيف الثورة السورية) وسيكون مرجع يضم جميع الملفات من كتب ومقالات صحفية وفيديوهات وصور وكل ما أملك، حتى يستفيد منه الجميع في حال احتاج أحد إلى الحصول على معلومات أي واقعة أو حادثة حصلت في الثورة السورية خلال تاريخها، ولكن الآن الموقع بحاجة لترتيب كبير قبل البدء بالنشر عليه وسينتهي قريباً.

وعن آلية عمله حاليا أوضح (تركماني): أنا أعمل من المنزل منذ عام 2014، وأحياناً أصل إلى حالة مزرية من التعب بسبب العمل المتواصل، وطبعاً تقوم زوجتي بمساعدتي ولكن لفترة قصيرة لأن العمل ممل ومتعب لأنه روتيني بحت وأنا أقدّر لها جهودها في مساعدتي في وقت من الأوقات ولكن العمل فردي بنسبة 98%.

(ليس سهلاً أن توثق صور الشهداء، أن تنظر إلى جثث الأطفال والنساء، ليس سهلاً أن تتوقف عند النظرة الأخيرة لما قبل الموت، عند طفل مشوه، وأعضاء بترت، وعين أدمعت دماً! ولكن حينما يصبح الصمت هو سيد الموقف، وتصبح الحرية جريمة، والقتل عادة، والضحية هي الجلاد وإن كانت جثة، فهنا لا بد من التوثيق لا بد من القول للعالم أجمع ها هم شهداؤنا، ها هم ضحاياكم، ها هم من فدوا الحرية بحياتهم!).


 

Whatsapp