الفنّان التشكيلي
سعيد تحسين
أبصر الفنان سعيد تحسين النور في مدينة دمشق عام 1904 وهو يعد من أهم الممهدين للحركة التشكيلية الحديثة في سوريا، درس الفن وأصوله دراسة خاصة معتمدا على ما يتوفر من كتب ومراجع في مكتبات دمشق آنذاك، وقد ساهم بتأسيس الجمعية العربية للفنون الجميلة ثم أصبح رئيسا لها.
اشترك سعيد تحسين في معظم المعارض التأسيسية لرابطة الفنون الجميلة والمعارض التي نظمها المتحف الوطني في دمشق، كما أسس مدرسة لتعليم الفنون في بيروت-عمارة الغلاييني بين عامي 1925-1927. عمل مدرسا لمادة التربية الفنية في دار المعلمين -بغداد بين عامي 1934-1941، وقد شارك في النشاط الفني فيها ورسم للصحف وللمجلات وكذلك للكتب المدرسية. كانت فترة انتقاله ومكوثه في القاهرة طويلة حيث أقام فيها بين عامي 1962-1983.
كان عضوا في مجلس السلم العالمي وقد منح وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى.
يظهر في أعمال تحسين تـأثره بالواقعية الانطباعية ويتميز بمقدرته الفذة على رسم الحشود وتسجيل أدق التفاصيل، لكنه لم يكن تسجيليا بالمعنى الحرفي للكلمة بل أضاف دائما مزيدا من الوعي والرؤية لكل موضوع تطرق اليه من خلال لوحاته.
لم يتمتع هذا الفنان بمقدرة على الرسم فحسب بل استطاع تحويل اللوحة الى مشهد حركي متتابع يأسر عين المتلقي برؤية اخراجية سينمائية متميزة. لقد كانت مدينة دمشق الحبيبة الملهمة طيلة رحلة تحسين الفنية حيث نقل تفاصيل العمارة التقليدية فيها، ورسم المواضيع الشعبية والدينية والوطنية والتاريخية، كما عالج العديد من القضايا الفكرية والوجودية كالخير والشر والعدالة معبرا عنها بزخم من الدلالات الرمزية الشكلية منها واللونية. من أشهر لوحاته (أبو العلاء المعري) (قصف البرلمان السوري) (مجاعة الحرب العالمية الأولى).
توفي الفنان سعيد تحسين عام 1985 تاركا الاف الأعمال التي لم يتوفر منها الا العشرات فقط وهي مقتناة لدى كلٍّ من وزارة الثقافة السورية والمتحف الوطني والمتحف الحربي في دمشق.
المراجع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مؤسسة أتاسي للفنون والثقافة.
موقع الجزيرة-مقال فني.
مقال فني-الفنان غازي الخالدي.
يسر عيّان
كاتب سوري