فوضى بداخلنا وفي كل أنحاء العالم، الوقت حاسم ونحن لسنا في المدار الصحيح، اعتدنا الألم لكننا لم نرًّ شيئاً كهذا من قبل، قوة معينة من نوع مختلف ترافقنا وتقلقنا كل ما نراه حقيقي وحي ، ثقب أسود يحاصرنا، هذه قصص حقيقية وإن كانت مملة، لا خلاص من الشعور السيء، وهذه سخرية الوضع، ننطفئ بسهولة، نفخة واحدة وإلى الهلاك، أنهوا الاتصال بنا من كل الجهات وأعطونا مضاداً للإكتئاب، فنحن أناس من صفيح وأحلامنا من ورق، كل يوم نحمل جثماننا ونمشي بجنازتنا ونودع الحياة، نتمرن على الموت بأحبابنا مرات ومرات، الزناد مفتوح وصدورنا عارية والنبض توقف منذ سنوات، حياتنا تفوق الكيمياء والفيزياء إنها الروح، التي عصيت على كل البشر، كل اختراعاتكم وقوانينكم تفشل بلحظة خروجها، كل شيء يتداعى ولم نعد في مكاننا الصحيح، الكل يعاملنا بالدونية يسيطرون على عقولنا التي باتت هشة ولم تعد تستوعب حجم الدمار، لكننا نرى الحقيقة بوضوح ومسرحية الدنيا نعيشها واقعاً، ونظام العدل من حولنا يضمحل والاحتباس الحضاري سببه تلوث الأخلاق ،لا الصمت ينقذنا ولا نحن على البوح قادرين، يقال أن الصمت لغة الأقوياء والأرض من حولنا صامتة وبجوفها آلاف البراكين، كيف الخلاص من هذا السوء وما نهاية الطريق؟، نبحث عن أصدقاء قدامى ونحسب أنهم بلسماً للروح ومن المؤسف البحث عن صديق في زمن الخيانة، سلاماً للقلوب التي لا تعرف إلا الوفاء. أبوابنا تقفل فقط من الداخل وبيوتنا مستباحة يدخلها من يشاء، نحن نحارب العالم ونحن على يقين أنه سيفوز!!، نسأل كثيراً ولا نحصل على إجابات فالفائز لا يجيب، ما أفظع العالم، كفوا عن تعذيبنا وتظاهروا بأنكم تعانقوننا، نريد أن نعيش، لنجمع كل شيء ونبدأ من جديد، فخطوطنا الدفاعية ترهقنا، نحن راحلون ونعتذر عن هذا الرحيل بهذه الطريقة الفظة ولكنها دورة الحياة، البرد قارس من دون ثلج! ووقتنا بالحياة أقل من البقية، لا مكان للحظ عندنا ولا داعي للخوف لسنا الوحيدين، مرحباً ايها العالم الثاني الكل سيموت، كيف لهم أن يعرفوا أن من مات لم يشعر بالألم؟، لنفهم الموت علينا التمعن بالولادة، هناك حياة ثانية أم أنه نوم عميق؟ لن نحصل على الإجابات التي نبحث عنها! ولا يمكننا تخطي النظر، لا أحد يجيب وبدورنا لا نستطيع تحمل الصمت.
هل رأيتم يوماً شعباً يحتضر؟ نحن نحتضر طوال حياتنا، هربت السعادة من بلادنا بعد ولادتنا مباشرة، ولا يمكننا الابتعاد عن الألم ولا مكان للحظ عندنا، أصابتنا عدوى فقد الأنفاس وما من رئة جديدة، لا أعرف صراحة ماذا يحدث ولكنني لست بنادمة؟؟، هل نغمض أعيننا ونستعد للمغادرة، وليكن النداء الأخير، أما من منقذ؟؟ أين أنت أيها القبطان؟ اسحب القابس باللحظة الصحيحة وانقذ هذا البلد من هذا البركان.
إلهام حقي
رئيسة قسم المرأة