طَبْلٌ يُجِيدُ الشّوشرهْ
في الوَجْهِ و«المُؤخَّرهْ»
حيـنَ اصْطَفى أزْلامَهُ
«مَسْخْرةً في مسْخرهْ»
تجمَعُهمْ زريبَةٌ
في قاعَةٍ مُحَضَّره
في «الدّبكِ» والتّصفيقِ قدْ
أبدَوْا مزايا مُبْـهِرهْ
أطْرَوْا رَهيـنَ قَلْعَةٍ
مَحْروسَةٍ مُسَوَّرَهْ
حَفّتْ بِهِ عِصَابَةٌ
تُمْلِي بِقَدْرٍ مَحْضَرهْ
من بَعدِها يا صاحِبـي
همْ آلَةٌ مُسَخَّرَهْ
* * *
فاسمعْ خِطابي لنْ تَرى
يوماً لِـ «قِيقٍ» مأثُرهْ
فزادُهُ مُستَلَبٌ
وساحُهُ مُسْتَأجَرهْ
بَاعَ الثَّـرى وأهْلَهُ
وزَيْتَهُ و«زعْتَـرهْ»
والبَحرَ في عَرْضِ المَدى
وشَطَّهُ ومَعْبَـرهْ
وصَحْبُهُ في فَزَعٍ
ما عادَ يدرِي مَصْدَرَهْ
خاضَ الرَّدَى في حُمُرٍ
تحفَّزَتْ مُسْتَنْفِرَهْ
وأحْجَمَتْ كَقِطَّةٍ
تـَهيَّبَتْ مِنْ قَسْوَرَهْ
هُمْ جِيَفٌ نَافِقَةٌ
في دِمْنَةٍ أو مَقْبَـرَهْ
وصاحِبُ الأمْرِ بَدا
يَفِرُّ مِثلَ «الحُمَّرَهْ»
ويدَّعِي سِيادَةً
ينالُها «بِالطَّرْطَرهْ»
هذي سَجايا حاكِمٍ
تَصْفَعُهُ «بِالقُنْدَره»
ورَهْطُهُ ظِلٌّ لَهُ
تَقِيسُهُمْ بِالمِسْطَرهْ
لا يَعْرِفونَ خُلَّةً
إلا قِنَاعَ الثّـَرْثَرَهْ
لا عَاشَ مَنْ خَانَ الحِمَـى
جَهْراً وأخْزَى مِنْبَـرَهْ
=====
1- القيق: الطائش الأهبل
2- الدمنة: المزبلة
3- الحُمَّرة: طائر كالعصفور
4- الخلّة: الصفة
فاضل سفان
شاعر وكاتب سوري