الفنّان التشكيلي

محمد غالب سالم

غالب سالم فنان تشكيلي ولد في مدينة حلب عام 1912. تتلمذ على يد الفنانين صبحي السراج ومنيب النقشبندي اللذين تركا أثرا جميلا في نفس غالب الشاب سرعان ما ظهر لاحقا من خلال تكريسه حياته لدراسة الفن ونشره. 

أوفده إبراهيم هنانو إلى إيطاليا حيث حصل على شهادة عليا من أكاديمية روما للفنون الجميلة عام 1936 ليكون من اوائل الفنانين السوريين الحاملين شهادات عليا في الفنون مقدما مشروع لوحته (قوس النصر) المحفور على اللينيوم، والذي تحتفظ به نقابة الفنانين في حلب الى يومنا هذا. 

ألف سالم كثيراً من الكتب والدراسات الفنية لعلّ من أهمها (موجز تاريخ الفن)، كما برزت مساهمته المميزة في كتابة العديد من المقالات الفنية فكان ناقدا فنيا رفيع المستوى، بل ويعتبر أول من استخدم لغة تشكيلية معاصرة مستعملاً مصطلحات فنية حديثة في صياغة مقالاته ودراساته الفنية لذا كان بالإمكان اعتبار سالم أول ناقد فني حقيقي في سوريا. 

لم يكتف سالم بتأليف الكتب بل داوم على نشر مقالاته النقدية الفنية المميزة في عدة مجلات عربية أهمها (الرسالة) و(الكاتب) المصريتين. تسلم إدارة العديد من المدارس في مدينة حلب ليعين موجها اختصاصيا لمادة التربية الفنية. عمل مدرسا في كلية الهندسة عند إنشائها في جامعة حلب، كما أنه كان خبيراً في الخطوط والبصمات معتمدا لدى المحاكم السورية. ابتكر (مسطرة الخط الكوفي) التي حصلت على براءة اختراع من وزارة الاقتصاد في العام 1958.

كان الفنان مقلا في إنتاج اللوحات بسبب انشغاله بكتابة المقالات والدراسات النقدية الفنية، ووجوده في مناصب رسمية عدة. تميزت أعماله الفنية بأسلوب الواقعية الأكاديمية والتقريرية. يظهر في لوحاته تأثير اﻷلوان الحارة للبيئة السورية، أما ضربات ريشته فهي مركزة وسريعة وعفوية، كما أن أعماله غنية باللون والإحساس اللذين يجسدان خصوصية الفنان. تتنوّع موضوعات سالم بين المناظر الطبيعية والآثار والشخصيّات والمشاهد اليومية الاجتماعية السورية، من أشهر لوحاته (إبراهيم هنانو) و(الشهيد)، عده الكثيرون من أوائل من أحدثوا ثورة في الانطباعية السورية. اعتزل غالب سالم في سني حياته الأخيرة في منزله متفرغا للدراسة والتأليف الى أن وافته المنية عام 1985.

يسر عيّان                                                     

كاتب سوري