إنكيل .. جيفة تطفو على سطح من الدم


 

لسنا مسؤولين عمّا حلّ بالأكراد السّورين، فلم يكن لنا كشعوبٍ أو كعربٍ أيّ رأي، ولم يستشرنا أحد عن حقهم كباقي السّوريين بالعيش المشترك والمواطنة التي حرمها منهم الشيطان الأكبر "حافظ الأسد" كما أننا لسنا معهم في إنشاء إقليم وترسيم حدود لهم داخل الأرض السّورية والتوزع الديموغرافي داخلها، لكن في النهاية تبقى الحدود مسألة إدارية غير حاسمة، حين يتم احترام حقوق اﻹنسان اﻷساسية.

من حق الكرد التمتّع بالحريّة وبكل حقوق المواطنة، مثلهم مثل كلّ السّوريين أيّاً تكن أصولهم العرقية أو الدينية، لكن دون حدود ودون أقاليم، لكي نتمكن من الاستقرار والعيش مع بعض إذ لا يوجد سوري عاقل يؤمن بالانفصال بين العرب والكرد.

لو أن الكرد تجاوبوا منذ البداية مع اليد العربية الممدودة لهم وتعاونوا مع الثّورة السّورية ضد طاغية الشّام، لربما كان مسارُ الثّورة مختلفاً جذرياً عما هو عليه اليوم، ولو كان الشّهيد مشعل تمّو على رأس التّنظيمات الكرديّة وليس صالح مسلم لكانت الثّورة في حال أحسن بكثير.

إنْ كان هناك من يتمتّع بالحكمة بين الأكراد، فهذا ليس حال "حزب العمال الكردستاني" و"عصابات" صالح مسلم، بدلالة عمليات التطهير العرقي في مناطق سيطرة قوات سورية الدّيمقراطية "قسد" هذه الميليشيات المتعاونة مع نظام البراميل.

بالعودة إلى حقوق الإنسان العربي أو الكردي، في المنطقة الشرقية لنهر الفرات، هناك انتهاكات وتعذيب داخل سجون "قسد" تحاكي أسلوب معتقلات "الأسد" من تلفيق للاتهامات وأساليب تعذيب بشعة في معتقلات "حقل العمر" وغيرها من معتقلات التعذيب في مناطق ريف دير الزور الخاضعة لسيطرة قوات سورية الدّيمقراطية "قسد" ناهيك عن انتهاكات أخرى، كان أبرز ما وثّقتهُ شبكات إعلامية عن جرائم ارتكبها مؤخراً القيادي في "قسد" المعروف باسم "إنكيل الجبل"، والمنحدر من أصول إيرانية.

يُعتبر (إنكيل الجبل) من القيادات الأكثر دمويّة لدى "قسد" ما يؤكد على نهجها اختيار الشّخصيات المعروفة بأسلوبها الإجرامي، ما يُسهّل تنفيذ سياساتها في المنطقة، مما تم توثيقه من فنون التعذيب، اتباع مختلف أنواع الضرب المبرح وبشكل يحاكي ما يحصل في معتقلات نظام الأسد، مستخدماً خلالها العصي والهراوات والأدوات الحادة والصعق بالكهرباء، وحبس المعتقل داخل حمامات صغيرة مليئة بالأوساخ، إضافة إلى ترك الجرحى والمرضى منهم دون إسعافهم وعلاجهم، ما أدى إلى وفاة العديد منهم.

الغاية من التّعذيب الممارس من قبل "إنكيل الجبل"، هو إلحاق أكبر قدر من الأذى الجسدي والنّفسي للمعتقل، مع التّنويه إلى تعمّده مواصلة التعذيب حتى يصل المعتقل إلى حالة الإغماء، ما يدفع بعض أهالي المعتقلين إلى دفع أموال طائلة في سبيل الإفراج عنهم وإنهاء معاناة أبنائهم.

والجدير بالذكر أنّ "إنكيل الجبل" غالباَ ما يتعمّد شرب الكحول والمخدّرات خلال ممارسته فنون التّعذيب، مع شتم العرب والدّين الإسلامي.

المخاوف التي أبداها بعض من قدّموا شهاداتهم هو تنصّل قوات سورية الدّيمقراطية المعروفة بـ "قسد" عن معاقبته، والاكتفاء بنقله إلى مناطق أخرى خاضعة لها بين الرّقة والحسكة، أسوة بما فعلته مع مجرمين آخرين في صفوفها، ممّن تمّت إدانتهم في وقت سابق بجرائم مختلفة.

 

 

م. المثنى سفّان

كاتب سوري

Whatsapp