وذاك فراق بيننا


 

لم أكن أعرفه ثقيلاً إلى هذا الحدّ
حتّى لم ينحملْ معي
ظلّيَ الذي عاندني وراء الباب

أغريته: 

إنّ لنا خلف ذاك التلّ 
شمساً قريبة 

سوف تلقي عليك قميصاً من قصب 

يقيك في سباتك الشتوي 
من برد سيطول عليك 
فترتاح من سعالٍ جافّ

تركته في رئتيك غبرةُ البارود

إنّ لنا خلف ذاك التلّ 
أمَانا ما

 فربما عدّتُ لأراقصك 
فتقف على حيلك من جديد 
ولا تظل هنا 
ينهش جسمك الهش جُدَريّ الشظايا

قم معي 
نمسح، عاوني، لا تتفرّجْ على بكائي
هذه البقعة من الدمع المعلّم على البلاط
فلا يفلّ الدمع غير الدمع
تأكّد من أنها ليست خلف ظهرك 
تغافلني لتقفز

فتعلّق بين أسنان سحّاب الحقيبة 
فلا يعود يندمل

قم معي 
سآخذ لك 
ظلَّ السروة الصغيرة 
فتلهوان معا 
كرسيَّك على الدرجة الأخيرة 
ليستريح ظهرك من عقر الحصى

لم يأت معي 
هل كان يحس بأني كنت أكذب؟
فمعروف عن الظلال 
أنها تقرأ باطن قدم أصحابها 
لتعرف إلى أين؟
وحين تحتار 

يحسمها لها 
أننا لا ننظر إليها عيناً بعين

لم يأت معي 
وأنا لم أسمع يوما بأنّ ظلّا حكى
قبل أن يصيح 

وأنا أعتل حسرتي
لأنزل في الغياب

"يا هوو لقد تركتم الباب مفتوحاً".

 

 

سلام حلوم

شاعر سوري

 

Whatsapp