حَصَـادُ الجَمـر وَالنَّـارِ


 

تعبٌ يسكنُني قبل اِضطرامِ السَّعير

وضَحكاتي كاذبةٌ بملامحَ هوجاء 

تتلظَّى كجحيم ...!!

ما بين أضلُعي حربٌ ضروسٌ 

وكثيرٌ من النّدوبِ المتقرِّحةِ

يجسُّها الصَّمتُ المُطبِقُ بألمٍ 

على كاهلِ رُوحي:

" ولا مناصَ من صَحوةِ الوجعِ المرير ...!!"

في وسطِ صَدري هِيمٌ شاردةٌ

أضناها عطشُ الصَّبرِ

وخارج حدودِ خاصرتي

سرٌّ من ليالٍ عُضالٍ

وكثبانٌ رمليَّةٌ 

خلَّفَها سُكونُ الحَطبِ ...!!

وجهي المتجهِّمُ 

مثل كتابٍ مقدَّسٍ

يكشفُ الحُجبَ 

عن حكاياتِ المنايا 

والبلايا.. والرزايا

وعلمِ ما كان.. وما يكون

إلى يومِ القيامةِ

والترابُ يُقرِئُني إيَّاها:

"زجلَ جمرٍ.. يُصارعُ ماءَ الصَّبر ...!!"

ما أنْصَفتنِي أبداً أواخرُ الدَّهرِ 

حين خَاطتْ كفَني

وهو ما هو عليه:

" رداءُ العتبةِ.. يغطِّي عورةَ مُنقطِعي السُّبلِ ...!!"

..

ها هوَ تنُّورُ الطِّينِ

يفورُ في حَضرةِ النَّارِ

يُهدهدُ أوجاعَ قلبِي

حين غياب الظِّلِّ

وهذا البرزخُ كفرسٍ جَامحةٍ

تجفلُ بقوَّةٍ

حين تتربَّصُ بها عيني الأولى

التي ترتجفُ هلوعةً

من شدَّةِ القلقِ

بينما الأخرى 

تذبحُها بكلِّ هوادةٍ 

ضِحكةُ الدَّفَّانِ ...!!

..

في منتصفِ النِّطاقِ الحائرِ

تقفُ روحي 

رهنَ الأغلال والعِللِ

والدَّهر الذي ما أنصفَ يوماً

حقوقَ المظلومين

 يكبِّل حناجرَنا 

بغصَّة السُّؤالِ

شامخةً بنصفِها مصفرّ الجبينِ

والآخرَ الذي يرقدُ عندَ قمَّةِ رأسي

ليُكرِمَ مُهجَتي بماءٍ:

"تنضحُهُ مقلتاي ...!!"

ضريرةٌ عينُ الدَّربِ

تتوغَّل عميقاً 

لتمحيَ شروخَ آثاري 

وعصا الدَّليل تشيرُ 

إلى ساعةِ الصِّفر

حيث ُيختفي كلُّ 

ما يدلُّ عليَّ ...!!

وأبحثُ بجهدٍ مضنٍ عن خلاصي

فأعومُ هناكَ بكلِّ يقينٍ

حيثُ يمنحُني البحرُ عمقَه:

"ويلفُّني بمكيدةِ الملحِ والنّارِ للتَّطهير ...!!"

تُرى ...!!؟

إلى متى سنستمرُّ بدفعِ الجزيةِ

والوقتُ مَلكٌ ظالمٌ

وأرواحُنا قُرَى 

" وإِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وكذلك يَفْعَلُونَ "

------ 

ومِـن الرَّمـادِ سَـوفَ نُبعَـثُ مِـن جَديـد...!!

 

 

افتخار هديب

شاعرة وكاتبة سورية

Whatsapp