إن تقتربي


 

تدفعني على أخيلةِ الوسن

أهوي كحجرٍ في بئر المساء

أتلائمُ مع نفسي

كي لا تصفعني حوافُّ البئرِ

أهوي

لأختبرَ تخثّر الوقتِ

وأخترقُ:

إن أباحَ لي الهواء

ليسَ من لهيبٍ سواكِ

يُجفِّفُ ارتطامي

فيمتصُّني بريقُ الماء

*

إنّ تبتعدِ:

أتحوّلُ لحبلِ غسيلٍ

حتى الريحُ تُلقي أرديتها على أكتافي

محمّلةً بأشواكِ الطريق

تنغرز في لحمي

دون وِقاء

تلتفُّ كأفعى على عنقي

فأنتظرُ قميص شمسكِ

لتنبضَ روحي

وأسترجع بصري

وأجفف حزن أيامي

لا أريد للقوافل السيّارة أن تلتقطني...

لا أريد خلاصي من هذا العناء

أنا يا ليلى فتنةُ اللهيبِ

تنفخين

فيتأججُ في روحينا

وهجُ اللقاء

*

إن تقتربي

عيناكِ صومعتي

وأنا ناسكٌ يتيمٌ يتبتّلُ

لينال نهداً من صدرِ السماء

لا أحد غيركِ ينصبُ لي غيمةَ حضورهِ

لأطوفَ 

كيما يهطلُ من شفتيك

رِضابُ الماء

وحدي أرضٌ شققها عطشُ الغيابِ

تهطلين كل مساءِ

ولا رواء

*

إن أتوقَّفُ

يمرُّ الحطّابُ ساحلاً فأسهِ

مرهقاً من الإطاحةِ بالشجرِ

يلقنني استغفار الغدرِ

أسبِّحُ، استغفرُ، أكبِّرُ، وأتميّزُ من الرِضا

فالشجرة المحطوطبة مُمتنّةٌ للحطّابِ والفأس

لعلّيَ بعد لأيٍ

أخضوضِرُ.

*

هل حصل مع أحدٍ منكم!؟

أغفو واهِنا

فيصحوا في منامي 

ومضي 

وهجُ ثرثرةٍ وهجس

أثرثر في سديمِ إغماضي

صُبحاً

وقبل أن أستكشفَ حياضي

أثرثرُ حينا

ثم أكتبُ وأمضي ...

 

 

محمد صالح عويد

شاعر وكاتب سوري

 

Whatsapp