يدق عليك الورد كيف تقابله
وأنت بأقسى الشوك فيك تقاتله
تعَلّم من الورد النديّ إذا انحنى
ومال على خديك كيف تعامله
يرش عليك العطر حين تتله
ويبسم مذبوحاً وأنت تنازله
إذا لم تقل في الورد شعراً معتقاً
فشعرك مكسور ولستَ تطاوله
وأما إذا أملاه ذات تفتح
ومالت بما أملت عليك جدائله
فأصغِ لبوح العطر فيه فربما
ستشعر إن أصغيتَ أنك قائله
وأبجد على بحر الزهور قصيدة
تضج بأمواج العبير مفاعله
فجمع الشذا والقلب والصدر أبيض
هو الحب في جبر المشاعر حاصله
تَعكّرَ فيك الماء مذ أن خضبتَه
وغارت بما عاثت يداك مناهله
يصَبّحُ عصفور عليك مزقزقاً
وأنت بسهم لا يطيش تبادله
وكيف يحلق في سماك مغردا
ولا الأفق موصول ولا هو واصله
فلو كنت تفهم ما دعاك بشدوه
لقمت على ذات المقام تجادله
فخذ بعض ما في الياسمين لأنه
يعلم من يهواه كيف يغازله
يحس إذا جاءتك منه رسالة
ولم تدر ما المغزى كأنك قاتله
أتسأل أين الحب والسيف فوقه
وزمزم نبض الحب جفت جداوله
وأين رغيف الخبز يا قمح بينما
تئن بما يشوي الحديد.. سنابله
وكيف يجيب القمح من يزهق الندى
وتسحق أوصالَ الجذور قنابله
ويسرق ضوءَ الشمس من مقلة الضحى
فتنسى أناشيدَ الصباح بلابُله
ليبقى على عينيه حيث تَقلّبَت
لهيبُ شواظ أطلقته عواجله
د. عبد الناصر الشيخ علي
شاعر سوري