الفنان التشكيلي
وهبي الحريري الرفاعي
يعدّ الفنان وهبي الحريري المولود في مدينة حلب عام 1914 موهبة استثنائية فذة وقد عرف بأنه اخر الفنانين الكلاسيكيين، أظهر وهبي منذ طفولته موهبة متميزة في الرسم شجعه والده على صقلها وتنميتها.
كان أول طالب وافد من الشرق الأوسط يتخرج من اكاديمية الفنون الجميلة في روما عام 1937. درس أيضا في المدرسة الوطنية للفنون الجميلة في باريس وتخرج منها عام 1954. كان أول فنان سوري أمريكي يعرض بشكل فردي في مؤسسة سميثسونيان في العاصمة الأمريكية واشنطن. منحته الحكومة الفرنسية وسام الآداب والفنون بمرتبة فارس عام 1981.
عمل الحريري في بقاع مختلفة من العالم مدفوعا بنزعته الفنية والروحية لدراسة وتوثيق العمارة الإسلامية، انتقل الى المملكة العربية السعودية عام 1964 حيث تأثر بتراث الجزيرة العربية وألف كتاب (العمارة التقليدية في المملكة العربية السعودية)، إن طباعة هذه المجموعة الملفتة للنظر كان حدثا رئيسا في حياته جلب له الشهرة العالمية، قرر خلال السنوات الأربع الأخيرة من حياته السفر من إسبانيا إلى الصين لاستكمال مجموعته في مؤلفه (بيوت الله: صروح الاسلام الروحية) وبالرغم من ظروف المرض الصعبة تمكن من إضافة أربعين لوحة لأهم المساجد التاريخية الرائعة في العالم. تظهر المجموعة التطور النهائي للطراز الكلاسيكي المتميز لهذا الفنان، كما يذكر أنه كان للحريري مساهمة عظيمة في الجهود المبكرة للحفاظ على مدينة تدمر التاريخية.
رحل الفنان وهبي الحريري في السادس عشر من شهر آب عام 1994 في مدينة حلب بعد صراع مع مرضه العضال وبعد مسيرة إبداعية فريدة قدم خلالها أنموذجا مميزا لدراسة العمارة الاسلامية وتوثيقها.
ظل الفنان وهبي الحريري محتفظا بنظرة متفائلة حتى آخر يوم في حياته باحثا دائما عن المعرفة والجمال.
يُسر عيّان
كاتب سوري