كانت العرب تستخدم لفظ (السنة) للسنة الصعبة والعام يستعمل للفرج والغيث، فسنة 2020 كانت سنة استثنائية صعبة للغاية على السوريين وعلى العالم ككل، فالذي مر على هذا العالم على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية كانت صعبة للغاية وهي حرب بدون أسلحة تقليدية فكانت أبرز الأحداث وأصعبها تدور حول تفشي فايروس كورونا كوفيد-19 الذي سبب أزمات اقتصادية لمعظم دول العالم.
وأهم مجريات هذا العام كانت: مع الاغتيالات الإيرانية ففي 3 يناير/كانون الثاني قتل الجنرال الايراني قاسم سليماني في بغداد وهو قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني من طائرة أميركية بدون طيار، كادت هذه الحادثة أن تؤدي إلى نشوب حرب إيرانية اميركية لكن حرب إيران مع القوي حرب صوتية وحربها مع الضعيف حرب متوحشة قذرة.
في مطلع العام أعلنت الصين عن وفاة أول شخص في وباء كوفيد 19 بكورونا الوباء الذي غير معالم العالم وجعل معظم الدول تقوم بإجراءات فرض عزل عن باقي الدول. الوباء الذي حجز معظم سكان الكرة الأرضية في منازلهم لعدة شهور توقفت العديد من المجالات منها السياحية والاقتصادية وأصبحت غالبية الأعمال تقوم عن طريق الانترنت لأول مرة في تاريخ البشرية.
في 31 يناير/كانون الثاني أعلنت انكلترا عن خروجها من الاتحاد الأوربي بعد استفتاء أجراه البريطانيون عام 2016.
في 29 شباط/فبراير شهدت الدوحة مراسم توقيع الاتفاق التاريخي حيث أعلنت الولايات المتحدة الأميركية عن اتفاق مع حركة طالبان الأفغانية يقتضي سحب الولايات المتحدة جنودها بالتدريج من افغانستان وتعهد حركة طالبان بعقد محادثات سلام.
وفي4 آب/ أغسطس وقع انفجار بيروت الضخم الذي خلف أكثر من 200 قتيل وأكثر من 500 جريح أدى إلى انفجار مواد متفجرة كانت موجودة في مرفأ بيروت ومن ثم تدمير المرفأ بالكامل مع تدمير الكثير من أحياء بيروت.
في 5 أيلول/ وقعت كلاً من الأمارات والبحرين اتفاقية بتطبيع العلاقات مع اسرائيل المحتلة وإقامة علاقات على جميع الأصعدة وفتح سفارات لحقتها بعدها المغرب والسودان بتوقيع التطبيع في 23 نوفمبر / تشرين الثاني ما عرفت باتفاقيات العار.
وكان 3 نوفمبر/تشرين الثاني من أهم الأحداث الذي سيريم ملامح المنطقة خلال 4 سنوات قادمة وهو هزيمة الرئيس الحالي دونالد ترامب أمام المرشح الديمقراطي جو بايدن الحدث الذي شكل صدمة كثيرة لمعظم الكثيرين بعد التوقع باستمرار ترامب في الحكم وبذلك أصبح جو بايدن الرئيس 46 للولايات المتحدة الأميركية.
في 27 نوفمبر/تشرين الثاني اغتيل العالم النووي الايراني فخري زادة. فقد كان هذا العام مليئاً بالاغتيالات والضغط على إيران لأهم الشخصيات الإيرانية.
أما على الصعيد السوري فقد تقدمت قوات النظام في مطلع العام 2020 لتحتل قرى في ريف إدلب منها سراقب ومعرة النعمان وخان شيخون واستطاع النظام السوري السيطرة على الطريق الدولي أم5 بعد فقدان السيطرة عليه لأكثر من 7 أعوام مضت.
تم خلال العام عقد عدة جلسات من أجل اللجنة الدستورية مع تعطيل واضح للعملية السياسية في سورية لكن بدون جدوى، وأهم ما جاء في عام 2020 هو استمرار فرض العقوبات الاقتصادية على كيانات وأشخاص سوريين من بينهم رأس النظام السوري بشار الأسد وزوجته أسماء الأسد وعائلتها للضغط على النظام. هذه العقوبات أدت في عام 2020 إلى انهيار كبير في العملة السورية مع تضخم لمعظم الأسعار وخلق أزمات جديدة للنظام السوري منها أزمة الخبز والغاز والبنزين ويعد الشهرين الأخيرين من السنة أصعب من كل السنوات في سورية على مستوى الوضع المعيشي.
كما شهد العام أيضاً حرائق غابات الساحل السوري لتمتد هذه الحرائق إلى الجنوب التركي الأمر الذي دعا بشار الاسد وعائلته إلى جولات ميدانية في الساحل ووعود للأهالي بالتعويض لامتصاص غضب الناس والشارع السوري.
أما الحدث الأكبر في نهاية العام في سورية فكان وفاة وليد المعلم الذي شغل منصب وزير الخارجية منذ عام 2006 حتى وفاته عام 2020 ونائب رئيس الوزراء منذ عام 2012 حتى وفاته عام 2020.
أما نهاية عام 2020 أعلن عن تطوير عدة لقاحات من أجل فايروس كورونا وبأنها ستكون متوفرة في معظم دول العالم منذ مطلع عام 2021 وبأنها نجحت في القضاء على الفايروس بنسبة تصل إلى 97% وستكون فعالة لجميع السلالة بما فيها التي ظهرت مؤخراً في بريطانيا والسويد والدنمارك. هذا الخبر الوحيد الذي أعطى الأمل في السنة القادمة.
أحداث كثيرة عاشها العالم غيرت من سياسات معظم الدول ومع بداية العام الجديد أَمِل الناس بأن يكون العام 2021 أفضل من الذي سبقه بعيداً عن الحروب والأوبئة والحرائق، ونحن نأمل بأن يكون عاماً يعمه السلام، في جميع دول العالم ومحور اهتمامنا هو نهاية الإجرام في سورية والانتخابات الهزلية التي يعد لها النظام الذي جاء بالتوريث وأبوه بالانقلاب. فلعله عام يُغاث فيه الناس بعد عشر سنين دأباً ونضالاً.
آلاء العابد
كاتبة سورية