أنا وإشراق


 

منذ أن تركتُ وطني سورية مجبراً ولجأت إلى تركيا برفقة عائلتي واستقرت أموري في هذا البلد المضياف الذي فتح لنا قلبه وذراعيه بدأتُ أبحث عن نافذة إعلامية جادّة ومناصرة لثورة الشعب السوري، ولم يطل بحثي بعد أن علمتُ أن الأستاذ الأديب صبحي الدسوقي قد عمل وبالتنسيق مع الأستاذ "تورغاي ألدَمير" رئيس مجلس إدارة  وقف "بلبل زادة" على مشروع صحيفة إشراق الناطقة باللغات الثلاث العربية والتركية والكردية، والتي حملت على عاتقها قضية شعبنا السوري، وغمرتني الغبطة أكثر حين علمت بأن الأعداد الأولى لإشراق قد أبصرت النور وبدأت تتلمس طريقها نحو الانتشار، حيث ساهمت وما زالت تساهم في تعزيز أواصر التقارب بين السوريين والأتراك، حينها لم أتردد للحظة في التواصل مع الأستاذ صبحي دسوقي الذي أفرد لي مساحة في هذه الصحيفة الغراء كي أنثر فيها بعضاً من أفكاري، حيث بدأتُ منذ سنوات وما زلتُ أكتب عبر صفحاتها برفقة العديد من السادة والسيدات الأفاضل من أدباء وكتاب وشعراء وباحثين من العرب والأتراك شكَّلوا العضائد الثابتة التي بني عليها هذا الصرح الإعلامي، والذي يكاد أن يكون الوحيد الذي انتهج هذا الدرب بعدة لغات واستمر فيه إلى يومنا هذا، حيث أوقدَت "إشراق" اليوم شعلة عددها العشرين بعد المئة وللسنة السادسة على التوالي من العمل بثبات وبمواكبةٍ حثيثةٍ لما يدور من أحداث محلية وإقليمية ودولية وعكست ضمير الشارعين السوري والتركي برقيّ وبحيادية وبمهنية عالية.

نعم إنها المظلة التي جمعت تحت ظل شموليتها كتّاباً من مختلف المشارب لكن ما يجمعهم أكثر بكثير مما يفرقهم وهو الحنين إلى الأرض التي هُجّروا منها، والهمّ الوطني المشترك، فأثْرَوا صفحات إشراق بكل ما هو مشرق ونيِّر. تحية من القلب لكل من ساهم في بناء واستمرار هذه المنصة الإعلامية المتميزة، والعاملين فيها من رؤساء تحرير ومحررين وكتاب وشعراء ومصممين وفنيين وإداريين في زمنٍ عز فيه الكلمة الهادفة الصادقة.

 

 

محمد علي صابوني  

كاتب سوري

Whatsapp