تشرق الشمس معكِ


 

خمس سنوات وأنت تشرقين، وتحولين غربتنا إلى احتفال دائم، تضيئين كمصباح في الليالي المعتمة، تنادين: 

  • تعالوا إليًّ وعبروا عن أنفسكم على صفحاتي بكل حرية. 

إشراق كإسمها تشرق دوماً ولا تتوارى، دافئة تضم الكثيرين من الأصدقاء النبلاء، ترتدي تاج المحبة والتفاني، تزداد وهجاً كل عام ويكثر كتابها وقرائها ومحبيها، تتوسط صحراء شاسعة وتقاوم، ولا بد أن شعاعها سيشعل النار في قلوب المارقين والمدعين، الذين يحاولون إطفاءها، ولكن الشمس لا توارى بغربال، تبتلع إشراق هجومهم وتنثرها بالهواء، وتزداد عمقاً وتألقاً.

 سيذكرها التاريخ كوشاح منسدل على عينين خضراوين، وعزف ناي في حقول وبساتين، في صفحاتها رحيق الحياة وحرب جميلة غير ملطخة بالدماء، ينحني كتابها أمامها لإنقاذها واستمرارها، متحدين كل الحواجز والعقبات، ويشدًّ على أيديهم قرائها الرائعين، تخوض حرباً أدبية في زمن الشح وليست كل الحروب تربح بالقوة!!! 

قلبك المشرق يرتفع بالسماء غير مبال بما يكيده العزال، وأنت قادرة على كسب قلوب الملايين، تتوهجين وترتدين تاج الأدب والحروف الناصعة الصادقة، جميع أوتارك مشدودة باتزان.

لا تخاصمي إلا الجهلاء، طموحة باستمرار متجددة بكل الألوان، قلبك الأبيض سر صمودك واتجاهك الثوري مع الأحرار يحرسك من شر الحساد، وقرارتك دوماً في منتهى الحكمة من كل الأطراف، نهر حبك يتدفق في كل الاتجاهات، عبرت الجبال والبحار ولا زلت محافظة على نقاؤك وسيل عطاؤك، فكرة توقفك تدفعنا للارتجاف فالحياة بلا شمس ممات، فوجهك المضيء يجذب الفراشات كتاباً وقراء، مثلك أنا أحلم بأن تشرقي على أرضك الحبيبة حيث هناك لا غيوم ولا رماد، ابقي معنا مدة طويلة ونعدك أنك ستكونين بخير، لن يتخلى عنك محبيك ولن ينسوك مهما مر الزمان، كنت عادلة في كل الأدوار وكان للمرأة في قلبك مكان، فقد لازمتك خمس من السنوات وأعرفك جيداً بكل طاقمك الأنيق، سافرنا معك إلى كل البلدان واستقبلت بحفاوة من كل الوجهاء، تحدثنا عنك وأسهبنا ودونت ذلك على صفحاتك الناصعة النقية الخالية من الرياء، كنت سفيرة متعالية فخورة بانتمائك ومضيفيك ومشاركوك من كل الأطياف والبلدان، لم تنحازي لأحد ولم توضع أمامك الأسلاك، كنت حرة وستبقين فأنت بإدارة الأشراف، ميزوك وقدروك ولم يتخلوا عن حروفك الصادقة النابعة من قلب المعاناة، استطعت أن تنقلي صورة صادقة عن كل المجريات، آلفت بين القلوب ومزجت بحنانك كل الدموع فحصلت على شهادة الأوفياء. 

ها أنت الآن تتنقلين عبر الحدود بكل حرية متحدية كل العقبات حتى وباء الكورونا لم يستطع أن يقف في طريقك فأنت نلت مرتبة النزهاء، دعواتنا لك أن يعم اسمك المشرق على كل البلدان وذلك بهمة كل زوارك كتاباً وقراء، لابد أن أنوه للطاقم الأنثوي الجميل أنكن كنتن أيقونة على صدر إشراق، وبدورها تبعث بنورها محبات وتشكركن من كل قلبها على تواجدكم الدائم وتدعو كل من يحب أن يشارك، فصدرها واسع يستقبل كل المبدعين والمبدعات، لن تنساكم فقد دونت أسماءكم ليمر عليها أطفالكم من بعدكم ويفخرون بما كتبه الآباء والأجداد.

 هل تخيلتم كيف يستطيع أحد أن ينحت الصخر بأظافره ويستمر، ينتابه الوهن ويكاد يصل إلى اليأس فهناك حواجز كبيرة لا يمكن اختراقها بسهولة، يلوح دوماً في الأفق بصيص ضوء خافت ولكنه جميل ليرسم لوحة رائعة فيها لقاء الثقافتين السورية والتركية وكسر حاجز اللغة، فما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، إشراق مستمرة وستضفي على صفحاتها عطراً يملأ سماء تركيا وسوريا وأوربا بشذا الجيرة والتاريخ والعادات والدين والمحبة، من خلال الأدب والثقافة ولقاء القامات.

وقد قالت لي إشراق وهي مبتسمة:

  •  الشمس تشرق كل يوم وأنتم تحجبوني فلا أشرق إلا مرتين بالشهر؟. 

هذا قليل عليًّ أزيحوا الستائر عني ودعوني أشرق كعادتي كل يوم ، فلديًّ الكثير من المبدعين من كل البلدان  يتسابقون للظهور على صفحاتي الساطعة ليراهم العالم أجمع، أكملت عامي الخامس، وها أنا أدخل السنة السادسة وسأطفئ شموعي في بداية هذا العام الجديد، سأطل عليكم بألقي مزدانة بالنضج والتوسع والتنوع، كتابي المبدعون كثر يشكلون أسرة متحابة متناغمة معطاءة، الكل يدفعها للأمام وأسعى جاهدة لإرضاء الجميع فآخذ من كل باقة وردة وأكون باقة ملونة بكل الألوان والأطياف، لا أستثني أحداً من مبدعيها، أعمل ليل نهار وأقاوم الغيوم كي أبقى مشرقة دوماً، روادي كثر يستطيعون ملء صفحاتي بشتى المواضيع القيمة والأخبار الحقيقية والسياسية والاجتماعية، ولا أخفيكم سراً أميل كثيراً للأدبيات شعراً وقصة، يمطرني الأدباء والشعراء والباحثون من كل أنحاء العالم، وما يميزني قدرتي على جذب القراء والغوص في بحري العميق فأنا أجمع كل الفئات والأطياف العرب والكرد والأتراك وهذا يضفي عليًّ جمالاً ورونقاً، أهدف إلى التوسع وفسح المجال للجميع، وتكبير هذه العائلة بجهودي وإصراري على الاستمرار وعائلتي، أشرق على الجميع بشمسي الساطعة، أتمنى أن يزداد زواري، ولازلت بكامل أناقتي متوازنة وجامعة للأحبة، حلمي أن اجتاح العالم بكل لغاته وأن يزورني كل الأطياف أعطي وآخذ وأن يكون اسمي يوماً إشراق العالمية. 

أخيراً:

طوبى لكل من ساهم ولو بكلمة على استمرار وتطوير إشراق، طوبى لكل من يحاول أن يدعم هذه الإشراق التي ستخلد آلاف الأسماء، تحية محبة لكل متابعي إشراق، وأوجه تحياتي لأسرة إشراق ورئيس تحريرها ومدير تحريرها ورؤساء أقسامها ومخرجها وكل العاملين عليها والمفكر التركي الأستاذ (تورغاي ألدمير) الذي يدعهما باستمرار وتحية خاصة لقرائها الكرام.

 

إلهام حقي

رئيسة قسم المرأة

Whatsapp