وحينَ تكفُّ البيادرُ عَنْ قمحِها
الرِّيحُ عَنْ ثرثراتِ الحقولِ
العنادلُ عن شَدْوِها
الوردُ عَنْ عطرِه
الشَّجَرُ، اللَّيلُ، همسُ الشَّبابيكِ..
تَخْمَدُ أَسئلتي والجهَاتْ
فليسَ سِوى صَحْراءَ تمتدُّ بينَ فراغينِ
ليسَ سِوانا هنا
فتوقفْ قليلاً
أراكَ / ترانيْ
وقد نتهجَّى خطواتِ اللَّقالقِ في رحلةِ الشَّوقِ
أو قَدْ يعودُ البنفسجُ والوردُ، عطرُكَ يختزلُ الشهواتْ
*
وحينَ أُمَرِّرُ (دونَ إثارةِ كلبِ الحراسةِ) أغنيةً لصِغَارِ العَصَافيرِ
حَفْنَةَ قَمْحٍ
وأرجوحةً..
ومساءً جديداً بلا قلقٍ أو رَصَاصْ
أراكَ / ترانيْ
ونمضي معاً في نقوشِ السّؤالِ
وفي زخرفات الحَقيقةِ نقرأُ سِفرَ الخَلاصْ
ونمضي إلى حيثُ تصحو النوافذُ، تضحكُ للشَّمْسِ
تضحكُ ليْ/ لكَ ..
للقُبُلاتْ
**
طويلٌ طريقُ البيادرِ
تَصْدَحُ بالحُلُمِ، العِشْقِ
تَصْدَحُ ما اتَّسَعَ الشَّوقُ..
تُغْلِقُ بابَ النَّميمةِ
تنشرُ ظلَّ مواسمِها، ليسَ يحجبُها صوتُ طائرةٍ
أو دمارْ
أنا يا صديقي..
أصادفُ في كلِّ زاويةٍ وجعاً، وعيوناً تحاولُ أن تتخطّى صقيعَ الحكايةِ
تلقي بما أثقلَ الصَّمْتُ، صمتاً بطعمِ الحريقِ
أَعُدُّ إلى اللاّنهايةِ
واحدُ، اثنانُ..
ثمَّ أَعدُّ
وتبقى البيادرُ حيثُ يدفعُها الوحلُ،
عاجزةً
فلا هجرةً للنَّدى
لا، ولا رجعةً للطَّريق
(طويلٌ طريقُ البيادرِ، لا بأسَ
مهما يَكُنْ
سأراكَ، ونفتحُ للوعدِ دفءَ الرحيق
ونفتحُ..
نفتحُ للعِشْقِ دربَ النهارْ).
عبد القادر حمّود
شاعر وكاتب سوري