الفنّان التشكيلي
خالد معاذ
أبصر الفنان خالد معاذ النور في مدينة دمشق عام 1904 لتبدأ قصة عشق امتدت لعقود بينه وبين أقواس المدينة وأزقتها وأحجارها العتيقة. انتسب خالد معاذ للمعهد الفرنسي للآثار والفنون الإسلامية التابع لجامعة السوربون، والذي تأسس في قصر العظم عام 1922 حيث درس الرسم والفنون على يد الفنان الفرنسي دوفال. شارك في العديد من المعارض الفنية في بيروت مع فنانين من أمثال ميشيل كرشة وعبد الوهاب أبو السعود، كما شارك الباحث جان سوفاجيه دراسة الأبنية الأثرية عام 1923 في بلاد الشام عامة وأبنية دمشق خاصة. عمل في مصلحة تنظيم المدن (الدائرة العقارية). عين في العام 1944 خبيراً ومفتشا عاما للآثار. شارك في وضع بوابة قصر الحير الغربي على بوابة متحف دمشق الوطني. شارك معاذ بتأسيس الجمعية السورية للفنون وكلية الفنون لاحقا في العام 1961.كان عضواً في اتحاد الكتاب العرب والمجلس الأعلى للآداب والفنون.
يذكر أن معاذ سافر إلى فرنسا بمنحة دراسية لتحضير رسالة دكتوراه في الآثار الإسلامية، إلا أنه لم يتم دراسته وعاد إلى دمشق لمتابعة البحث والتحقيق في أبنيتها الأثرية. لقد دفعه اهتمامه بدراسة تاريخ سوريا الحضاري وعمارتها الى تأليف العديد من الكتب نذكر منها مدافن الملوك والسلاطين في دمشق وتربة ابن المقدم. قام بنشر كتاب بالاشتراك مع الباحث سولانج أوري قدما من خلاله دراسة توثيقية للكتابات العربية الموجودة في العمارة الدمشقية، إضافة إلى شواهد الأضرحة والقبور الموجودة في مقبرة باب الصغير في دمشق عام 1977.
اتسم أسلوبه الفني كمعظم زملائه من جيل رواد الحركة التشكيلية السورية بالواقعية ودقة التفاصيل، واتباع القواعد الأكاديمية الدقيقة. أسس مشغلا لتصميم الأثاث سماه الفن الإسلامي. عمل كمرمّم للآثار في متحف دمشق الوطني. يعد أرشيف معاذ من الصور التوثيقية لمواقع أثرية التقطها بعدسته من أهم الأرشيفات الى يومنا هذا. منح وسام الاستحقاق السوري من المؤرخين الروّاد في العام 1983. رحل خالد معاذ عام 1983 لتطوى صفحة فنان ومؤرخ ومصور أمضى جل وقته دارساً وموثقا لإرث حضاري عظيم قلّ نظيره وندرْ.
يسر عيّان
كاتب سوري