عام الأسد


 

ليست نبوءة، لكنني رغم كرهي لحقيقة ما سيحدث وأمنيتي بحدوث معجزة تلغي ما سيحدث، 2021 سيكون عام بشار الأسد وهو أمر واقع لا محالة عنه، وفيه ستكرس كل الجهود العالمية لإعادة تلميعه و الاعتراف به كرئيس أبدي لسوريا. 

وأجدادنا القدماء كانوا يقولون إن المقدمات توضح النتائج وتثبتها، وأن الغيوم هي بداية لهطول الأمطار. 

منذ بداية الثورة السورية عام 2011 وقف العالم شكلياً معها، وأعلنت أكثر من 150 دولة تشكيل حلف يسمى (أصدقاء الشعب السوري)، لم يقدم هذا الحلف دعماً حقيقياً للثورة وللشعب السوري، بل هو من اتخذ قراراً بمنع وصول الأسلحة النوعية للجيش الحر بما فيها الصواريخ المضادة للطيران لحماية الشعب السوري من بطش الطيران الأسدي.

وهو من أصدر القرارات بمنع تشكيل منطقة آمنة لحماية المدنيين من القتل، وهو من سلم لروسيا الملف السوري، وهو من اتفق معها على استخدامها المتكرر لحق النقض(الفيتو) في مجلس الأمن.

الأمم المتحدة تولت إرسال المساعدات الأممية المُقدّمة إلى سوريا، وكانت ترسلها إلى المنظمات التي تديرها (أسماء الأسد) زوجة السفاح بشار.

وقد منحت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) منظمة (الأمانة السوريّة للتنمية) التي ترأسها أسماء الأسد زوجة رأس النظام بشار الأسد، رتبة محكم دولي رغم أنّ المنظمة تُعرف بين السوريين بمنظمة السيّدة الأولى، وهي التي عن طريقها تتدفق أموال الأمم المتحدة والمساعدات الغذائية لصالح مسؤولي نظام الأسد بشكل مباشر رغم العقوبات المفروضة عليها، والتي توزع على الموالين فقط، في حين يحرم منها، عائلات معارضة تعيش في مناطق سيطر عليها النظام - بدعم روسي وإيراني - وباتت تُعرف بمناطق المصالحات.

واليونسكو من مهامها أن تعلن قائمة مواقع التراث الثقافي العالمي، وهي المواقع التاريخية أو الطبيعية وحمايتها وإبقائها سليمة، لكنها بسوريا تدعم وتساند من يدمر الآثار والمواقع التاريخية والإنسانية. 

كما نشرت منظمة الصحة العالمية صوراً لاستخدامها لطيران أجنحة الشام السورية الخاضع للعقوبات لنقل مساعدات دوائية من دبي إلى ليبيا.

وقد تمَّ الاتفاق مؤخراً على التجديد والتمديد لمندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري بالبقاء في منصبه في نيويورك.

ونظراً لتزامن جهود النظام مع التطورات السريعة التي تتعلق باقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في سورية والتي يسعى لتقريب موعدها من أجل ضمان إعادة انتاج بشار الأسد، مع دعم غير محدود من قبل الاحتلالين الروسي والإيراني.

السيناريو القادم المؤلم والذي سيتم من خلاله تعويم الاسد الذي سيقدم نفسه مرشحاً وحيداً لرئاسة سورية مع العمل على الحصول على شرعية أممية لنتائج الانتخابات.

وها هي روسيا تعمل على الحصول على تأييد لترشيح بشار والاعتراف بالنتائج الهزلية من إسرائيل، وقد سهلت لقاء وفد إسرائيلي يرأسه مسؤول أمني إسرائيلي في قاعدة حميميم مع وفد أسدي بعد اللقاء الذي تمَّ بينهما في قبرص، لإتفاق نظام الأسد مع تل أبيب على شروط تعويمه.

إن تحديد أولويات المرحلة المقبلة والعمل على انجازها يتطلب تشكيل تيار وطني ثوري يؤمن بضرورة رحيل النظام الديكتاتوري وبناء الدولة المدنية الديمقراطية، ووقف العمل بجميع القوانين والمراسيم التشريعية التي أصدرها النظام الأسدي، واحالة جميع المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي أجراها النظام مع المحتلين الروس والايرانيين وغيرهم وجميع القوانين والمراسيم التشريعية الصادرة الى لجنة قضائية موسعة لدراستها وتقديم مقترحاتها من أجل تعديلها أو إلغائها. 

 

 

صبحي دسوقي

رئيس التحرير

 

Whatsapp