خارج القطيع


 

ستكون وحدك في العراء

حيث لا كلابٌ لتحرسك

ولا عصاً تَهُشُّكَ نحو الدروب

لكنك ستكون أنت

خارج القطيع

ستحنّ إلى رائحةٍ وثُغاء

وإلى غُبار المَسير بين جموعٍ

لا يشغلها سؤال المصير

لكن غشاوةً تنزاح عن عينيك

ستمنحك الذهول

وسبعاً وسبعين لوناً جديداً 

عدا السبعة السابقين

وفي صفحة الماء 

سترى وجهك أجمل

وتتهاوى الخُرافاتُ حولكَ

كنيازكٍ محترقةْ

وكانهيارات الثلوج عن الجبال

وخارج القطيع

ستستبدل الفَرو

بدفء وجود صديق يشاركك 

المعاني وجمر السؤالْ

ستترك خلفك البوصلة

ونجمة القطب 

والخرائط

لتكتشف كوناً جديداً 

شاسعاً واسعاً سحيقاً وخصباً

ساحراً آسراً عُمْقُهُ أذهلكْ

كله داخلكْ

خارج القطيع

ستَكتُب قصائداً بلا قافية

أجمل من مزامير الرعاة

ومن قرون الغزلان

وخلفك تماماً

ستبدو المنابر والأصوات الجَهورية مرميةً كخُردةٍ بالية 

وخارج القطيع

هناك من هو أخطر عليك من الذئاب

إنه الراعي.

 

 

سميح شقير

موسيقي وشاعر سوري

 

Whatsapp