عَربُ هذا الزَّمان



 

عَزائي أنَّ صدْرَكِ يحتوينا

على رَغْمِ القِلى والظُّلْمِ فينا

وليسَ بِنَافعٍ في العَيشِ، كُنَّا

ولكِنَّ الرَّدى، ألَّا نَكونا

دِمشقُ جَفاكِ قومُك دونَ ذَنْبٍ

وما رَحِمَ الطُّغاةُ لنا جَنِينا

وأخْجَلُ أنْ أراكِ بِلا وِقاءٍ

ويَجرَحُنـي بَنُوكِ مُشرَّدينا

وما عَرَبُ الزَّمانِ سِوى غُثاءٍ

إذا التَّيَّارُ صَدَّ لهمْ سَفينا

فأرضُ الشَّامِ بعدَ الغَزْوِ نَـهْبـى

وهذا «المِسْخُ» عزَّزَها سُجونا

وأيُّ مَواطِنِ الأعْرابِ جِئْنا

نَجدْ ذُلَّ الإِقامَةِ يَعتَـرينا

فلا «الفُسطاطُ»[1] ردَّ لنا حُمُولاً

ولا «بَغدادُ» تَصْدُقُنا يَمينا

ودَعْ ما شِئْتَ مِن جَبَلٍ وسَهْلٍ

وخُذْ «صَنْعَاءَ» و «البَلَدَ الأَمِينا»

مَضَارِبُ قَومِنا في الأرضِ أضْحَتْ

مراجيحاً بأيدي لاعبينا

لقد عَبَثَ العَدُوُّ بـها جِهَاراً

وعُدنَا نَشْتَكي وطناً طَعِينا

ولَنْ تأسـى على نَغَلٍ دِيارٌ

تُـهادِنُهُ ويملَؤها أنِينا

ومَنْ سَلَبَ البِلادَ بِغيـرِ حَقٍّ

أَذَلَّ رُبوعها دُنْيا ودِينَا

فَسَجِّلْ يا خَلِيُّ فقدْ قُهِرْنَا

و«صَفْوَتُنا» تُؤلِّهُ حَاكِمينا

فإنْ أدركْتَ للمأساةِ حَلَّاً

فخَبِّـرنا بِربِّكَ قدْ عَيينا

إذا لَمْ تَستَعِدَّ لِدفْعِ ظُلْمٍ

ستَبْقَى تَحْتَ وطأَتِهِ سِنينا

ودَعْ ما شَاءهُ زَيدٌ وعَمْرٌو

وخُذْ ما شاءَ رَبُّ العالَمينا

======

  1. الفسطاط: مصر

 

فاضل سفان

شاعر وكاتب سوري



 

Whatsapp