وسأشتري ثياباً جديدة
لا تحمل آثار عطركِ
لا تعرف شيئاً عن همساتكِ
نظراتكِ...
لمسات أصابعكِ وهي تنفض غباراً عنها
نخزات إبرتكِ وهي تعيد للقميص
أزراره التي سقطت قرب السرير
وسأشتري مكواة جديدة
لا تحرق الثياب حين أفكّر بكِ
وسأشتري أثاثاً جديداً لا يعرفكِ
وأريكةً لم تتمدّدي عليها يوماً بحذائك الأنيق
كرسيّاً لم ترمِ عليه يوماً معطفكِ
سريراً لم يكن سفينة
كل ليلة يُبحر في أرخبيلات البحار
سريراً جديداً أستطيع دون حزن
أن أنام على طرفيه
وسأشتري مطبخاً جديداً
صحوناً لم تلمسها أصابعك
فناجين لا تعرف شيئاً عن شفتيك
ملاعق لم تلمس لسان الزنبقة
مقلاة لا تعرف مقبضها خطوط كفكِ
وسأشتري حزناً جديداً
لا يعرفكِ
أقصد
حزن الصحون وهي تتكسر لوحدها داخل الخزانة
حزن الفناجين وهي تسقط من يدي
الصدأ الذي أكل الملاعق في الدروج
والمقلاة التي أرى حياتي فيها على النار
سأشتري أشياء كثيرة
شوارع لا تعرفكِ
ارصفةَ لم تنتشِ بخطواتكِ
أبنية لم تنتظر تحت الشمس مروركِ
متاجراً لم تعتد على ابتسامتك وأنت تضعين حبّات الكيوي في سلة المشتريات.
ومواقف جديدة للمترو لا تعرف شيئاً عن امرأة تنتظر
امرأة لا تسمع ما يحدث خلفها
وسأشتري ...
يلزمني الكثير
كي أتخلّص من الأشياء
التي ستذكرني بكِ
روحاً جديدة
قلباً جديداً
دماء جديدة
جسداً جديدا
حينها سأنساك
كما ينسى العصفور
كيف تعلَّم الطيران.
محمد سليمان زادة
شاعر وكاتب سوري