قراءة أُخرى في سِفْرِ الطَّريق


 

 

 

ومضيتَ تبحث عن هُدى 

عن شمعةٍ لن تخمدا

عن قبلةٍ شقراءَ

تصعد فوق أسرار الرَّدى

وتظلُّ مأوىً للطيوف

وللأماني مَوْرِدا

ومضيتَ..

كان الوردُ والرُّطَبُ الجَنِيُّ مؤكَّدا

كان الصنوبرُ ظلَّك الممدودَ، كان الموعدا

ورؤاكَ سِفْرُ قُرُنْفُلٍ

يزهو بأسرار النَّدى

فعنادلٌ، وجداولٌ، ومواسمٌ لن تنفدا

ومضيتَ أكثر

في حنايا الشَّوق تطلبُ سؤددا

وتزيَّنتْ للعرسِ شمسُكَ

والظلامُ تبدَّدا

وأتتكَ عاصفةٌ، فعاصفةٌ، وضاقَ بكَ المَدى

لا فجرَ..

فالراياتُ قد جعلت فضاءكَ أسْوَدا

والسِّحْرُ غادرَ

(لا حفيفاً، لا رفيفاً، لا صدى)

وقوافل الغربانِ تترى 

كيف؟!...

ماذا؟!...

(ما بَدَا)!!!

قال الأميرُ، وهزَّ كلبٌ ذيلَهُ

(صُعِقَ العِدى)

وهوى الحنانُ، فلا رؤى هامتْ ولا شادٍ شدا

وهوى الحنانُ.. تكسَّرتْ ألوانُهُ

ضاعتْ سُدى

لا شيء...

إلا ما يشاء، وحقّه أن يُحمدا

فاشرب عصير الذلّ من يده

وقل سَلِمْتِ يدا

أطفئ شموعكَ.. أنتَ أعمى، 

آن أنْ تتعوَّدا

ستظلُّ وحدك في الدجى

ستظلُّ فيه مؤبَّدا

أوليسَ ذنباً أيها المأفون أن تتمرَّدا

فتهزُّ عرشَ السِّلِّ والسَّرطانِ 

بحثاً عن (هُدى)

 

 

عبد القادر حمّود

شاعر وكاتب سوري

Whatsapp