لا أين


 

 



 

من أين؟ كيف؟ أللا أين نرتحل

لا تعرف الـ كيف أو لا أيننا.. الإبل

يا حادي الرحل لا تنظر لنا شزراً

ما في القلوب هنا تدمى له المقل

كانت لنا دولة شمس الضحى غزلت

منها أشعتها...واليوم تشتعل

صار الكلام بها يغتال صاحبه

ومن يصفق للجاني بها.... البطل

ما ظل منها لنا فيها سوى صور

تدغدغ العين حين العين تنهمل

وكان في البيت ما في البيت من صخب

لم يبق منه سوى المفتاح ما العمل

يا حادي الرحل قل للأمهات نعم

سترجعون ولو وهماً... إذا سألوا

إكذب عليهم وقد طال الطريق بهم

وقل وصلنا إذا قالوا متى نصل

يا حادي الرحل صاحت طفلة وبكت

عد بي إلى الدار يكفي أيها الرجل

عندي وظيفة تعبير ......سأكملها

قال المعلم.... لكن كيف تكتمل

من في الصباح سيأتيني بمدرستي

فأطرقوا خجلاً يندى له الخجل

ما أثقل الحمل.... قالت جدة حملت

حفيدتيها...... وقلباً ليس يحتمل

لا زاد في صرة الأولاد .......صاح أب

أين الوصول... أضاع الدرب يا جمل؟

إن كنت تحمل عنا ما وهيت به

فنحن نحمل ما لا يحمل الجبل

نراغم الماء .... لا ساقٍ وساقيةٌ

ومن يحض على استسقائه هبل

ما ضاقت الدار بل دار الدمار بها

ما حيلة المرء إن ضاقت به الحيل

درب الرجوع وإن زاغ المدى أمل

يروى بأعيننا ... كي يكبر الأمل

فلم تزل طقة المفتاح عالقة

في دقة القلب حين القلب يبتهل

إن شاكنا الورد ما للجرح من ألم

متى تنهد فيه العطر.... يندمل

يا نجمة القطب غضي الضوء واحتجبي 

كي لا نرى الدرب حين الضوء يشتمل

لسوف نرجع قال الياسمين لنا

من هجرة النحل يبنى الشهد والعسل.

 

 

قصيدة للشاعر السوري الراحل 

د. عبد الناصر الشيخ علي

Whatsapp