ســلامٌ بـلـون الــورد طـيَّ الـخواطرِ
عـلـى مـجـمرٍ لـلـروح فـوق دفـاتري
ســـلامٌ عـلـى الأحــرار ألــفُ تـحـيّةٍ
مــن الـقلب يـشدوها الـوجودُ لـثائرِ
ســـلامٌ وهــل مـثـلُ الـسـلام تـحـيّةً
لــكـلِّ أبـــيِّ الـنـفـسِ حـــرٍّ مـثـابرِ؟!
جـسـورٍ عـلـى كـفّـيه يـولَـدُ مـشـرقاً
صـبـاحٌ وفــي عـيـنيه جـسـرٌ لـعـابرِ
صـبـورٍ عـلـى بـلـواه يـخـطو بـحلمِهِ
عـلى الـيمِّ إذ ألـقتْهُ حـمَّى الـمخاطرِ
ســلامٌ بـحـجم الـكـون يـنهلُّ كـوثراً
عـلـى ثـغـرهِ الـبـسّامِ خـلفَ الـسّواترِ
ويـحـلـمُ مـــن هــذا الـرّبـيعِ بــوردةٍ
عـلى خـدِّ من يهوى أســـيرَ المشاعرِ
ســلامٌ عـلى مـن قـال لـله غـضبتي
ولـيستْ لـجاهٍ مُـصلتِ الـسّيفِ بـاترِ
ســلامٌ عـلـى مــن ضـجَّ جـرحُ إبـائهِ
فــقـام إلـــى الـعـلياء نـهـضةَ ظـافـرِ
سـليلَ مـعالي الـمجد كـان إذا خـطا
وتـعـرفـه إن جـــاز عــمـيُ الـبـصائرِ
ســـلامٌ أبــاةَ الـضّـيمِ لـيـس بـضـائرٍ
تـكـالـبُ أهــلِ الأرضِ لـيـس بـضـائرِ
بـأجـنحة الـقـلبِ الـتي قـد تـكسّرتْ
نـحـاول أن نـبـقى عـلـى قـيد طـائرِ
نـحلّقُ مـا اسـطعْنا إلـى الـقمم الـتي
أردْنـــا نــسـوراً فـــوق شــمِّ الـمـآثرِ
ســلامـي هـنـا لـلـثابتين.. خـطـاهمُ
تـراها تـثيرُ الـرّعبَ فـي نـفسِ غادرِ
ســلامٌ عـلـى مــن كــان بالله واثـقـاً
يــعـوذُ بـــهِ مــن كــلِّ وغــدٍ مـكـابرِ
ســلامٌ عـلـى مــن فـوّضَ اللهَ أمـرَهُ
ولـيـس يـضـيرُ الـحـرَّ أفـعـالُ فـاجرِ
ســلامٌ عـلـى مــن بــاع نـفساً زكـيّةً
إلــــى الله يُـدنـيـها بــسـورة غــافِـرِۤ
سـلامي عـلى أهـلي الّـذين خيامهم
بـأسـمـالها عــرَّتْ صـفـاقةَ حـاضـري
دعـــاةٌ عــلـى أبـــواب نـــار جـهـنّـمٍ
يَــدَعُّ بـهـا الـمسكينَ مـوتُ الـضمائرِ
ســـلامٌ عــلـى الـبـاقـين قـبـلةَ تـائـهٍ
بـصـحـرائه وجـــداً ونــجـدةَ عــاثـرِ
ســــلامٌ يــلـفُّ الـعـالـمين ويـنـتـهي
عـلى بـاب شـامِ الـعزِّ دون الحواضرِ
على كلِّ شبرٍ من ثرى أرض موطني
سـلامٌ بحجم الجرح في قلب شاعرِ.
علي صالح الجاسم
شاعر وكاتب سوري